[caption id="attachment_185009" align="aligncenter" width="117"] فهد عقيل العجل[/caption]
سؤال ماهي الأخلاق ! ان الأخلاق هي الأفعال الحسنة التي يتصف بها الإنسان أو تصدر منه وأخلاق الرسول هي المثال الحي على ذلك فكان خلقه القرآن كما ورد بالحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها عند سؤال الصحابة لها عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن . هذه كانت أخلاق الرسول والخلفاء الراشدين والتابعين ويفترض أن تكون هذه أخلاق المسلمين ولكن تغير الحال فأصبح بعض المسلمين بأخلاق سيئة على عكس الغرب الذين لا يدينون بالإسلام ولعلى أشهر مقولة لذلك هي قول الشيخ محمد عبده عندما عاد من مؤتمر بباريس وقال مقولته المشهورة "ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين ولما عدت إلى الشرق وجدت مسلمين بلا إسلام" وإذا كان غير المسلم ترى أخلاقه أفضل ما يكون فتكون أفضل من بعض المسلمين فهي تدل على الشخص ذاته فكان الرسول قبل الإسلام يتصف بالأمين وبأخلاقه العالية وإذا وعد أوفى ولم يُخلف وعده وهنا يُطرح سؤال عندما ترى شخص يقال عنه أنه أكاديمي من المفترض أنه على أخلاق عالية وتكتشف عندما تتعامل معه بأنه للأسف الشديد ليس لديه أخلاق كيف اكتسب هذا العلم ولم يكتسب معه أخلاق تُزين هذا العلم وينبغي على الإنسان المسلم أن يلتزم بأخلاق الإسلام سواء أن كان في وطنه أو مقيماً ببلاد أخرى لا تدين بالإسلام ولنا في المسلمين الأوائل عبرة ونستشهد بقصة علي رضي الله عنه مع اليهودي حيث تنازع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين مع يهودي على درع كان قد سقط منه في معركة صفين فبينما يمشي في سوق الكوفة يمر أمامه اليهودي يعرض درعهُ للبيع فقال لليهودي: هذا درعي فقال اليهودي: بل هو درعي وأمامك القضاء فاحتكما إلى القاضي شريح الذي قال: يا أمير المؤمنين هل من بينة؟ قال علي رضي الله عنه: نعم, الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي قال شريح: ياأمير المؤمنين شهادة الإبن لا تجوز فقال علي: سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته فقال شريح: ياأمير المؤمنين ذلك في الآخرة..أما في الدنيا لا تجوز شهادة الإبن لأبيه فقال علي رضي الله عنه: صدقت فيقضي القاضي بالدرع لليهودي وينطلق اليهودي بالدرع وهو يكلم نفسه,أقف إلى جوار أمير المؤمنين في ساحة القضاء..ويقضي القاضي المسلم بالدرع لي فيرجع اليهودي للقاضي ليقول له: أيها القاضي,أما الدرع فهو لعلي, سقط منه ليلاً وأما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فلما سمعها علي رضوان الله عنه قال: أما وقد أسلمت فالدرع هدية مني لك فهذه أخلاق نهج السلف وأمة الإسلام وكما قال الشاعر أحمد شوقي:
إنـما الأمـم الأخـلاق مـا بـقيت ** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ** فـقوم النفس بـالأخـلاق تـستقمُ
فالأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الإستغناء عنه عند إختلاف البيئة ،
وليست ثوبًا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء ، بل إنها ثوابت من العقيدة .
بقلم فهد العجل
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
بو مشاري
03/18/2015 في 9:31 م[3] رابط التعليق
كلام جميل وراقي أستاذ فهد
شكراً لك أخي الفاضل وجزاك الله كل خير
أبو علي
03/19/2015 في 9:25 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع ومتجدد كالعادة يااستاذ فهد حيث ان تغيير واقع الامة الاسلامية المؤلم اليوم يرجع الى انحدار اخلاقهم والتي كانت من افضل مايكون في العهود الاولى للاسلام فغزو العالم ونشروا الاسلام باخلاقهم الحميده في ربوع الأرض وهذا بالفعل ما ينقص مجتمعاتنا الاسلامية لتعود الى ماكانت عليه في السابق فكل الشكر والتقدير لك على تسليطك الضوء على ما وصلت اليه أخلاقنا
تقبل مروري
اخوك ابوعلي
صالح الشمري
03/19/2015 في 1:25 م[3] رابط التعليق
مع التحية والتقدير للاخ فهد حقيقة نشكرك على هذا المقال الرائع وهذا مايجب ان يتحلى به المسلم من اخلاق عالية فقد ذكرت ادلة واقعية وملموسة مثل الرسول وعلي بن أبي طالب وليس بالكلام فقط فيجب أن يتحلى المسلم ايضا باخلاقه الحسنه من حفظ اللسان وكف الاذى عن الناس ومثل هذه المقالات تسلط الضوء على فئات معينة وتحث المجتمع على النهوض باخلاقه الاسلامية الحميده
اخوك صالح الشمري
طارش رغيان الشمري
03/22/2015 في 7:58 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع جدا جداجداجدا
الله يحفظك يبو عقيل
فاعل خير
03/29/2015 في 6:22 م[3] رابط التعليق
كلام كبير