كل منا يولد في بيئة معينة تحمل انماط وأعراف مختلفة فتمتص شخصياتنا من البيئة ممارسات معينة نعيشها . اذاً العادة هي حالة مكتسبة راسخه لا تتغير بسهوله لأنها نتيجة تكرار لفترات طويله فتصبح ممارستنا لها دون وعي جاد ، الذي يجعل الانسان أكثر تلقائية هي هذي العادات فأكثر تصرفاتنا اليومية هي عادات نكررها باستمرار تقريباً ، أي أننا نعمل آلياً في معظم الأوقات هكذا تقول دراسة في احدى الجامعات . الله سبحانه وتعالى جعل في الانسان قابلية للتكيف والتغيير فهذا يعطينا ايمان ويقيناً ان شخصياتنا بسلبياتها من الممكن أن تتغير للأفضل بشكل كبير بتكوين عادات جيدة فمثلاً بعضنا يريد القراءة ان تكون لديه عاده و الاخر يريد ان يعتاد على الاستيقاظ مبكراً وغيرها من العادات الايجابية وهناك في الجانب الاخر من يريد التخلص من التدخين بعدما اصبح بالنسبة له عاده و ذلك الذي يريد التخلص من الكسل فهو يضيع عليه من الفرص التي قد لا تتكرر وغيرها من العادات السيئة التي يتمنى بعضنا تركها ، إن النظرية التي تقول بأن تكوين العادة يأخذ منا 21 يوماً إذا داومت عليها هي مجرد خرافة ليس إلا، هكذا يقول عالم النفس جيرمي دين . فالعادات تتكون وتتغير بعزم صاحبها و تختلف من عادة لعادة اخرى فلو ربطنا تغيرها في زمن معين أصابنا اليأس والاحباط اذا ما انتهت تلك الايام ولم نصل لصناعة العادة التي نطمح لها . قال تعالى في سورة هود ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) و في الحديث أن أبا ذر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ) هذا يدلنا ان تكوين العادات الحسنة يسهل بل يوجب ترك العادات السيئة فزاحم سيئاتك بحسنات فإن الربط العصبي والذهني ببعض الاشياء يحفز لديك هذي العادات التلقائية فمثلا ذلك الكوب من القهوة التركية يذكر المدخن بعادته السيئة وهكذا فأول خطوه لتغير ؛ فهم هذه المحفزات واجتنابها يقول تشارلز دوهيغ في كتابه قوة العادة " مالم تتقصّد العمل على مكافحة عادة ما لديك، أي ما لم تجد روتينياً جديداً، فإن نمط هذه العادة سيهيمن تلقائياً " . هنا اضع لفته لمسؤولية الوالدين والمربين في تهيئ البيئة المناسبة لصناعة العادات الايجابية الحسنه و أن هذه العادات تؤثر في شخصية الابناء بقوه . وفي كلمتين نختص ما قيل " ليس هناك شيء مستحيل " .
عبدالله اليامي