يقول تعالى في محكم التنزيل (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ) من هذه النقطة نبدأ ونقول بصوت إسلامي واحد الله كرمنا والوحوش تريد ذلنا وإرجاعنا عن ديننا " عن ابن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام ومعه أبو عبيدة بن الجراح فأتوا مخاضة وعمر على ناقة فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا تخلع نعليك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة ؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ! فقال عمر : أوه لو قال ذلك الكلام غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم " إنا كنا أول قوم أذلاء فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ماعزنا الله به أذلنا الله ".
الإسلام عز لنا وشرف لنا والله شرفنا وأنعم علينا بالانتماء إليه وحمل هويته فما بالنا نرى الغرب وأذيالهم من الإمعات تريد أن ترجعنا عن هذا الدين بأي وسيلة إنها دعوات باطلة ظالمة تريد أن ترجعنا عن مصدر عزنا عن الإسلام " لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " فقد ظهرت شعارات ظالمة وحجج واهية تطالب بحقوق تدعي أنها حقوق إنسانية ولكن لا تنخدعوا بهذا البرواز كأنها ليست للإنسان بل هي حقوق للظلم والاستبداد والفوضى .
إن الحقوق الإنسانية قد رسم الإسلام طريقها قبل أن تخلقوا فأي حقوق وأكثر نسبة للجريمة موجودة في الغرب , نساء تغتصب وأطفال تقتل وأسر تشرد الابن لا يعرف أباه الأم لا تعرف أن لها بيتا جرائم السرقة والقتل في كل مكان الانتحار الجماعي جماعات المافيا الأسلحة الكيماوية التي تبيد الإنسان هناك عندهم أحدث الأسلحة التي تقتل البشرية تضع عندهم وبكل فخر الهجوم وقتل أطفال المدارس ,عندهم أكبر العصابات عندهم الانتحار الجماعي هناك في مجتمعاتهم فأين الحقوق الإنسانية التي تدعونها من علاج هذه الجرائم أو أقل شئ الحد من انتشار الجريمة فالحقوق التي لا تعدل ولا تحد من انتشار الجريمة لا تستحق أن نسميها حقوقاً بل نسميها سلب الإنسان واستبداده وسلب كرامته وليعلم الجميع أن أقل نسبة للجريمة في البلاد الإسلامية التي تطبق شرع الله لماذا ؟ لأن الله هو الذي خلقنا وهو أعلم بما ينفعنا فشرعه لنا لأنه أعلم بما يصلحنا وينفعنا وشئ بديهي أن من يركب الشئ ويصنعه هو أعلم بما يصلحه فمن يصنع ساعة أو سيارة أو أي شئ هو الذي يعرف بواطن العلة وطرق علاجها .
فأي حقوق تلك وهي لم تكفل الأمن والجرائم في كل مكان تتزايد يوماً بعد يوم والأمراض تنتشر بسبب الجرائم حتى الابن لا يأمن من أبيه لأنه لايوجد رادع يردعه من خلق ودين فيا من أردتم تعطيل الحدود وطالبتم بالحقوق المزيفة تخيل لو سارق سرق مالك فما عساك أن تفعل به لو عرفته ؟ فلماذا لا نُراع ولا نهتم بمن سُرق ماله وتقطع وتعبت نفسيته بعد أن كد وتعب يأتي عاطل عديم الذمة والضمير ويسرق ماله بكل سهولة ويسر ثم بعد ذلك لا يوجد رادع أو زاجر ومانع يمنعه ويؤدبه وكذلك من قتل نفساً بريئة ثم بعد ذلك يقابل بالعفو من قبل الأحكام التي لا تردعه عن معاودة الجريمة مرة أخرى ثم ماذنب أهل القتيل لا يأخذ لهم حق وقلوبهم تتقطع من أجل فلذة كبدهم حيث قتل دون ذنب وبكل سهولة ففجأة اختفى طيف ابنهم من الوجود وذهبت صبوته من بينهم فتخيل نفسك يا من أردت تعطيل حدود الله وشرعه تخيل نفسك لو سُرق مالك أو قُتلت وانحرمت من أبنائك أو انتهك عرضك أو ...., فما عساك أن تفعل بالمجرم .
ويؤسفنا أن من يشن الحرب على تطبيق الشريعة الإسلامية هي فضائيات أو صحف في بلد مسلم وفي وسط مسلمين ألا ترى أنه عيب وخطأ واستخفاف بعقل أمة وعدم احترام لهوية هذه الأمة وهذا الغضب الذي تبث من وسطه الحرب على الإسلام وأحكامه مجرد تقليد للغرب وأذيالهم والتقليد لا يصدر إلا من إنسان ضعيف الشخصية أو إمعة لأنه لايوجد إنسان أصيل وذو خلق وهو يبدأ من أصله وشخصيته وهويته لأنه مستحيل أن تنصهر وتذوب شخصية إنسان ميزه الله بالعقل بشخصية إنسان أخر له تفكير خاص به وطريقة خاصة به .
فمن اشتكى وقال إننا ظلمنا تطبيق الشريعة ومن أوكل لكم ذلك ؟ فإذا قلتم دخلتم لهذا عن طريق الإنسانية وحقوقها نقول : فأين حقوقكم الإنسانية ومشاعركم الرقيقة بما حدث في الشيشان والمقابر الجماعية والعري والبؤس وما حدث في سوريا فالأطفال والنساء والشيوخ في البرد القارص بدون مؤن شردوا بل أين إنسانيتكم مما حدث في البوسنه والهرسك أم أين هي مما حدث في كشمير وأين هي من قتلى وجرحى فلسطين أم هي إنسانية حسب المزاج وإنسانية فقط لهدم الدين الإسلامي والقضاء عليه . ثم أنتم تنشئون جماعة للرفق بالحيوان ولا تنشئون جماعة للرفق بالأطفال والشيوخ الذين يشردون ويقتلون بدون سبب وهم يتلحفون بثلوج الشتاء لأن منازلهم دمرت فبئساً لتلك الحقوق التي لم تراع ذلك .
وفي الختام نحن لا نقول إن المجتمع الغربي لا توجد عنده إيجابيات إطلاقاً بل عنده إيجابيات وسلبيات ولكن السلبيات هي الأكثر وما يهم قوله إن الغرب وأتباعهم من ضعاف الشخصية عندما ينظرون إلى الإيجابيات يعممونها على كل شئ وعلى المجتمع بأسره ناسين ومتناسين السلبيات السيئة التي لا يجهلها الأحمق السلبيات التي هي أكثر بكثير من الإيجابيات المحدودة وعندما ينظرون للمجتمعات الإسلامية يأخذون السلبيات القليلة والضئيلة ثم يعممونها على المجتمع المسلم بل ينسبونها إلى الإسلام .
نحن لانقول أننا نعيش في مجتمع ملائكي خال من السلبيات أو أننا نعيش في مدينة مثالية لا شر فيها لكن عندنا سلبيات وإيجابيات وخير وشر ولكن الإيجابيات هي الأكثر أما السلبيات التي عندنا فيرجع سببها إلى عدم تطبيقنا تعاليم الإسلام بحذافيرها كما أنزلت .
فهد عقيل العجل
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
طارش رغيان الشمري
03/30/2015 في 7:48 ص[3] رابط التعليق
الله يبض وجهك ياابو عقيل
كل يوم نستفيد من مقال الي مقال
والله يحفظكم
أبو علي
03/30/2015 في 10:47 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع ياستاذ فهد نتمنى نشره على نطاق واسع حتى يعلم مدعي حقوق الانسان كيف انهم ظلموا الانسان واهدروا حقه الذي حفظه له الاسلام جزاك الله خير على هذا النقد الرائع لهؤلاء الذين لا يعلمون عن الاسلام شيئاً
تقبل مروري
اخوك ابوعلي
صالح الشمري
03/30/2015 في 1:32 م[3] رابط التعليق
تحية تقدير للكاتب الاستاذ فهد على هذا المقال الرائع لتسليطه الضوء على تلك المنظمات التي تكيل بمكيالين والتي تنسب كل الاخطاء الى الاسلام بدعوى انها تهدف لحقوق الانسان وهي ابعد ماتكون عن ذلك رغم ان الاسلام بريئ منها وندعو جميع المواطنين الا ينخدعوا بتلك المنظمات التي تهدف الى ابعاد المسلمين عن دينهم وكل الشكر والتقدير للكاتب
اخوك صالح الشمري
حمود حمادي
03/31/2015 في 9:56 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع ياستاذ/فهد حيث انه للاسف الغرب معادي بشكل كبير للاسلام ويريد سلب المسلمين من اسلامهم حتى يصبحوا بدون هوية كما ان احكامهم في اي شان ما يخص المسلمين تكون معادية وللاسف مدعيين الثقافة الذين يريدون تقليد الغرب في كل شئ حتى في انحلاله بدعوى انها حريه وجزء من حقوق الانسان هم اخطر ما يكون على الامة الاسلامية فكل الشكر لك
اخوك حمود حمادي
ناجي نزال الجميلي
04/04/2015 في 10:14 ص[3] رابط التعليق
الله الله يسلم بؤؤك
ايه الابداع ده