في الساعة 6.45 يوم الثلاثاء الموافق 9/7/1436هـ عندما سمعت برنامج صباح الخير بإذاعة المملكة العربية السعودية بالرياض أجرى المذيع لقاء مع طلبة يوزعون صدقة عن مدير المدرسة المتوفى وكانت عبارة عن هدية مكونة من فطيرة وعصير وماء وكان الطلبة على ماسمعت أعمارهم مابين الإبتدائي والمتوسط يوزعونها على العمال بالشوارع صدقة لوجه الله وحقيقة لم أعرف اسم المدرسة أو بأي منطقة ولكن أعجبني اسلوب الطلبة التي أجرى معهم المذيع اللقاء فمنتهى الوفاء والإخلاص لهذا الأستاذ فعندما يغادر الشخص هذه الدنيا فتبقى معادن الإنسان فهم يوزعونها بكل وفاء وإخلاص فهي ليست مجاملة أو رياء فهذه هي الأخلاق الحقيقية للمسلم فشكرا للأستاذ الذي أثمر بهؤلاء الطلبة عندما توفى ظهرت الصورة الحقيقية لهذا الوفاء والإخلاص وفي رأيي الشخصي هذا قمة الوفاء والإخلاص من هؤلاء الشباب الذين هم على الفطرة وذلك لأن هذا الأستاذ له فضل على هؤلاء الطلبة بأنه علمهم الأخلاق والوفاء وعلَمهم التربية الحقيقية التي هي الثمرة التي أنتجت ذلك العمل الطيب ومثل ذلك عند الإخوة المزارعين عندما يهتمون بالزراعة فيكون الثمر طيب بإذن الله فهذا الذي نطلبه من المعلمين بجميع الطوائف من أعلى الهرم إلى أسفله وذلك من أحد أهداف التعليم وهو الاحترام من الجميع وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي
قُـــــم لِــلـمُـعَــلِّــمِ وَفِّــهِ الــتَــبــجــيـلا كـــادَ الــمُــعَــلِّــمُ أَن يَــــكـونَ رَســولا
أَعَـلِـمـتَ أَشــرَفَ أَو أَجَـــلَّ مِــنَ الَّـذي يَــبــنـي وَيُـنـشِــئُ أَنـــفُـــســـاً وَعُـــــقــولا
والوفاء والإخلاص هذا يربطني بقصة حدثت قبل عشر سنوات بالهيئة الملكية فكان رئيس الهيئة الملكية د/محمد بن عبدالعزيز الجويسري عندما استلم الهيئة الملكية فترة وجيزة ومن ضمن القرارات التي أصدرها إذا توفى أحد من الزملاء ضروري أن يبلغوه وأن يذهبوا لتعزية المتوفى وكذلك الأمر إذا مرض أحدهم , وأخبرني أحد الموظفين بالهيئة الملكية بالحرف الواحد عند وفاة هذا الرجل أنه مايقارب من عشرين شخص من نفس الإدارة قاموا بتأدية عمرة عنه لوجه الله وذلك من حسن استقباله للموظفين وبابه المفتوح لجميع الموظفين بدون استثناء فهذا برأيي الشخصي يعتبر من قمة الوفاء وهو في رأيي من أفضل الأعمال فنتمنى أن يطول عمر هؤلاء الذين يتخذون القرارات التربوية أو المثالية فهذه تعبر عن خلقهم الرفيع ومني التحية لهؤلاء الذين يزيدون الناس شرفاً ومقاماً , وهذا مادفعني إلى أن أكتب تلك القصة الواقعية والتي تعبر عن أخلاق المسلم الحقيقية وهي قمة الإنسانية بما تعنيه الكلمة , وتلك الأخلاق المثالية يجب أن تكون منتشرة بمجتمعنا .
فهد العجل
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
طارش رغيان الشمري
05/03/2015 في 8:26 ص[3] رابط التعليق
هلا ابوعقيل كلك وفاء
ابوعلي
05/03/2015 في 9:32 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع يأستاذ فهد فحقيقة ليس للحياة معنى بدون الوفاء خاصة وقد غابت تلك الصفة عن الكثيرين فكل الشكر لك على اظهار تلك الصفة مرة ثانية في المجتمع حتى لا تندثر
تقبل مروري
اخوك ابو علي
د/ محمد العليان
05/04/2015 في 9:52 ص[3] رابط التعليق
مع التحية والتقدير لك استاذ / فهد حقيقة مقال رائع عن الوفاء ضربت به اروع الأمثلة عن تلك الصفة الجميلة التي يجب ان توجد في كل منا فكل الشكر والتقدير لك
د/ محمد العليان
مزاحم الشمري
05/06/2015 في 7:59 ص[3] رابط التعليق
اخي ابو عقيل
الخلق اليوم: خُلق الوفاء، فالوفاء قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، بها تدعم الثقة بين الأفراد، وبها تؤكد أواصر التعاون في المجتمع، فالوفاء أصل الصدق، والعقل والغدر أخو الكذب والجور، الوفاء صدق اللسان والفعل معاً، والغدر كذب بهما، الوفاء يختص بالإنسان، فمن فقد عنده الوفاء فقد انسلخ من إنسانيته، وقد جعل الله الوفاء قواماً لصلاح أمور الناس، وقد قال الله عز وجل:
﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾
وتحياتي لك