نشكر حكومتنا الرشيدة على الجهد المبذول لمكافحة المخدرات ونشكر رجال الجمارك ورجال مكافحة المخدرات لما يتعرضون له من عبء كبير فهم بحق الجندي المجهول حيث يعملون خلف الكواليس بجد واجتهاد لمنع تلك السموم من الدخول لمجتمعاتنا , والمخدرات هي كل ما يغيب العقل والحواس دون أن يسبب ذلك النشوة والسرور أما إذا صحب ذلك نشوة فإنه مسكر وهي من المحرمات بإجماع علماء الدين , وعندما كنت طالب بمعهد الدراسات الأمنية بالرياض سابقاً (جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية حالياً ) وكان يحاضر علينا اللواء إبراهيم بن علي بن سليمان الميمان وكان وقتها عقيد وكان يتكلم عن أنواع المخدرات وعن تفكك الأسر وكان الوضع حقيقة نادراً ما تسمع أنه تم الإمساك بمروج بمعدل كل ثمانية أو تسعة شهور وكانت الكمية بسيطة وكان يتكلم أنها محاربة من جميع دول العالم لأنها بالدرجة الأولى مدمرة للشعوب فالغرب ينظرون إليها من ناحية اقتصادية فهي هدر للأموال هذا من منظور الغرب ومن ناحية الإسلام فهي محرمة لما ينتج عنها من تفكيك للأسر وذهاب للعقل وإهلاك للنفس قال تعالى (وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) , ولا يخفى على الجميع أنه لو تم عمل بحث ونذهب إلى السجن نجد أنه يمتلئ بمهربي المخدرات (المروجين ) وكذلك المستشفيات النفسية تمتلئ بالمتعاطين (مدمني المخدرات ) وكنت شاهد عيان لأني كنت أعمل بالجمارك فيأتون إلينا من جميع ومختلف مناطق المملكة ففي إحدى المرات سألت واحد من الموظفين بالمطار متعجبا من كل هذه الأعداد التي يمسكونها من مدمني المخدرات فأجابني بالحرف الواحد أن أغلبيتهم يأتون إلينا ويطلبون منا أن نرسلهم للمستشفيات للعلاج .
وللمخدرات مساوئ عديدة فهي ضياع للشعوب والأسر وتعطيل لعجلة التنمية وعندما نقصد بعجلة التنمية فهي الاقتصاد والصحة والتعليم وهي الركائز الأساسية لأي بلد بالعالم فالمخدرات تعمل على هدم الشعوب وتفكيك الأوطان وهدم الإقتصاد للدولة وعلى سبيل المثال بعض الدول التي تنتج المخدرات وهي معروفة بالعالم كله وهي ثلاثة دول دون ذكر أسمائها وهي معروفة بتصدير المخدرات بالشكل العام نجد أنها أخر الدول في التقدم كما نجد أن شعوبها من أفقر الشعوب بالعالم حتى وصل الإنسان بها أن يبيع جميع ما يملكه بالحياة وقد وصل من فقر تلك الشعوب أن يبيع الإنسان نفسه لأجل إطعام أولاده الذين يعيلهم وهذا مثبوت لدى الجمارك ومعروف الأشخاص الذين يأتون من هذه الدول الذين يجلبون المخدرات فالجمارك تعتبر خط الدفاع الأول ضد دخول تلك المخدرات إلى المملكة وهناك أمثلة عديدة لحروب الدول للقضاء على المخدرات على مدى التاريخ ومنها الصين فقد كان شعب الصين القديمة يعاني من الإدمان على المخدرات فقد فرض المستعمرون الإنجليز المخدرات على الصينيين وخاضت بريطانيا حرباً على الصين والتي تعرف بحرب الأفيون لِتملي على الصين أن تقبل بالأفيون الذي تجلبه إليها المراكب البريطانية ولكن استطاع الصينيين محاربة تلك المخدرات عن طريق الزعيم ماوتسى تونغ والذي وضع حملة مكافحة الإدمان والقضاء على المروجين للمخدرات ببلاده بعد أن وصل عدد المتعاطين ببلاده إلى ما يقارب ثلث عدد الصينيين أما الآن وبعد أن استشعرت جميع الدول لخطر المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع فقد قامت بزيادة العقوبات على المروجين لتلك السموم كما أن أجهزة الأمن تقوم بدور كبير في مكافحة تلك السموم وخاصة بالمملكة خاصة بعد ازدياد حالات التهريب في السنوات الأخيرة نظراً لأن المملكة مستهدفة من جهات كثيرة لما لها من مكانة في نفوس المسلمين جميعاً فيجب توعية الشباب بخطر المخدرات على صحة الفرد والمجتمع وأهمية الالتزام والتمسك بتعاليم الإسلام حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء.
فهد العجل
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابوعلي
07/28/2015 في 1:06 م[3] رابط التعليق
حقيقة مقال رائع ومعلومات ممتازة أستاذ فهد خاصة عن تاريخ المخدرات بالصين وما قامت به بريطانيا في الصين
تقبل مروري اخوك ابوعلي
صالح الشمري
07/28/2015 في 1:41 م[3] رابط التعليق
تحية وتقدير الى الاخ فهد العجل على هذا المقال الرائع واظهاره لاهمية مكافحة المخدرات لما لها من الاثر السئ على المجتمع وعلى الفرد والاسرة وبيان تاريخ المخدرات بين الشعوب فكل الشكر والتقدير على موضوعاتك التي تمس جوانب المجتمع والى المزيد من التقدم ان شاء الله
اخوك صالح الشمري
أبو مالك
07/28/2015 في 9:43 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
يعطيك العافية على االمقال الرائع والجميل والاكثر من رائع
المخدرات و الخمور و المسكرات و المخدرات و العقاقير المخدرة مخاطر و مشكلات عديدة في كافة أنحاء العالم , و تكلف البشرية فاقداً يفوق ما تفقده أثناء الحروب المدمرة . حيث تسبب المشكلات الجسمية و النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و التي تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية و الدولية لمعالجتها .
شكرا ياستاذ فهد عقيل على هذا المقال النافع ..
سعود بن محمد
07/29/2015 في 1:02 ص[3] رابط التعليق
بعد التحيه والتقدير للأستاذ فهد العجل
اشكره على طرحه للموضوع الاكثر من رائع
موفق يابو عقيل .
د/حصة العليان
07/29/2015 في 12:46 م[3] رابط التعليق
الاستاذ فهد العجل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
نشكرك على طرحك واختيارك المواضيع التي تهم جميع البشر بجميع الطبقات
اولا مثل ما تفضلت ان هذه افة واهدار للبشر واهدار للاموال وتشتيت للاسر واحب اشكرك على ربطك الاقتصاد مع مضرة الانسان هذا من ناحية ومن ناحية اخرى وضحت لشبابنا واولادنا من الجنسين من ان هذا السموم القاتلة تحاربها جميع الجهات وجميع الطوائف وهذا الذي نراه حتى البلدان التي تصدر تلك السموم هي اخر البلدان بالقائمة مثل ما اشرت اليه علما انك جمعت مابين الضررين وهو الضرر الديني حيث انها محرمه دينيا والضرر المادي والاقتصادي من اثرها على صحة الانسان
فكل الشكر لك والى المزيد من المقالات الرائعة كما نشكر جريدة الابعاد (صراحة المقال هذا عن المخدرات ومقال الوطن والدين مو خط واحد ثلاث خطوط حمراء اعجبتني بشكل خاص ومفيدة بالشكل العام )
الدكتورة حصة العليان
طارش رغيان الشمري
08/18/2015 في 9:34 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع جدا جدا جدا
ياابوعقيل