[caption id="attachment_887" align="aligncenter" width="100"] الشيخ عطالله العتيبي[/caption]
محبة الانسان لوطنه أمر فطري وقد بين سبحانه مكانة الوطن وكلف النفوس به كما في قوله تعالى:( ولو أنا كتبنا عليهم فيها أن اقتلوا أنفسكم أواخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم )النساء66
فجعل سبحانه خروجهم من ديارهم كفء قتلهم لأنفسهم وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في حق مكة المكرمة عند هجرته منها (ما أطيبك من بلدة
وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك) أخرجه الحاكم وقال حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه
ولأن حب الوطن غريزة فطرية دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه بأن يحبب إليه المدينة لما انتقل إليها كحبه لمكة ، بلده التي أخرج منها
وقد أخرج الشيخان من حديث عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد).
وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قد قضاها الشباب هنا لكا
اذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذا لكا
فإذا الوطن وطنا مسلما ترفع فيه شعائر الإسلام وترعى فيه أحكام الشريعة فيكون حبه حينئذ من الايمان
وليس حبا طبيعيا فحسب وتكون حمايته من مقتضيات العقيدة الصحيحة
فكيف اذا انضم إلى لك نصوص خاصة في فضله وفضل بعض بلدانه
والمملكة العربية السعودية بفضل الله قد جمعت ذلك كله فيها المشاعر المقدسة، فيها قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرسالة ومنطلق الدعوة قامت على التوحيد والسنة
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم شريعة الله وستظل ذلك ان شاء الله وقد قال العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله – المملكة العربية السعودية
هي من خير أوطان المسلمين إقامة لدين الله)
ولذا فعلينا أن نربي أجيالنا على محبة هذه البلاد لكونها وطن الإسلام والتوحيد والسنة ونربهم على السمع والطاعة لولاة أمرها بالمعروف نربهم بالرجوع إلى علامائها الربانيين وقد قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- إن قاتل حماية لوطنه لكونه بلدا إسلاميا يجب الذود عنه فهو في سبيل الله وكذلك من قاتل دفاعا عن نفسه أوماله أو أهله
فإن النبي صلى الله قال : ( من قتل دون ذلك في سبيل الله فهو في سبيل الله ).
وولاة أمرنا حفظهم الله يقدمون الدين على الوطن ويرددون صباحا ومساء في جميع المناسبات
الدين أولا والوطن ثانيا
فحينئذ التعصب للإسلام ولبلاد الإسلام من صميم عقيدة الولاء والبراد وهي من أوثق عرى الإيمان
وأما التي ينطبق عليه غضب العصبية والقتال العصبية فهو الإفساد في بلاد المسلمين والخروج على جماعتهم
ونزع يد الطاعة من ولاة أمورهم وتظليل علماءهم واستحلال الدماء المعصومة و الأموال المحترمة وخفر العهود ونقض المواثيق كل ذلك لصالح رايات عمية وجماعات مجهولة
وجهات سرية وما حادث مسجد عسير عنا ببعيد
فنسأل الله لجنودنا البواسل الشهادة والدرجات العلا في الجنة ونسأل الله أن يخمد رؤوس الفتنة
الخوارج الداعشيين وأن يرد كيدهم في نحرهم ويكشف سترهم ويفضحهم
وأن يسلم أبناءنا وبناتنا من هذا الفكر الدخيل الخارجي
طبت يا بلادي وسلمك الله وسلم ولاة أمرك والعلماء وجعلك شامخة عالية
رغم أنوف الحساد والحاقدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
محب بلاد الحرمين
الشيخ عطا الله بن عبدالله بن عطا الله