لماذا اصبحنا لا قيمة لنا الى درجة استغفالنا واستغلالنا من الجميع ، لماذا أصبحنا نحن من يضر نفسه ويقف في طريق تقدمه وتطوره ، ترى ما الذي جعلنا لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم ، هل رضينا بأمر الواقع أم يئسنا من التغيير، أم اننا لم ندرك ما يجري بعد ، ان كنا كذلك فنحن نستحق ما يجري لنا.
التغيير والتقدم والرقي بالأمة الى الأفضل لن يتم الا من خلال الفرد الذي هو انت وأنا ، ولن يحدث ذلك ما لم نقوم أنت وأنا بتغيير أنفسنا ، ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ولن يتم التغيير والرقي بالعقول الى مستوى راقي الا بزرع ثقافة الرقي في تلك العقول ، ولِتبنّي اية ثقافة تحتاج لزرع هذه الثقافة في عقل جيل كامل من المجتمع فالجيل 30 سنة فترة كافيه لتغييرالعقول، فلو اننا طبقنا ثقافة النظافة في اولادنا في المدارس من مرحلة الروضة الى المرحلة الجامعية لمدة 30 سنة سنظفر بجيل نظيف وحضاري وسيتبعهم كل الأجيال التي تأتي بعدهم ، يعني فترة 30 سنة ستنقلنا من شعب مستهتر وغير مبالي الى شعب راقي يهتم بالنظافة ويقدرها.
في منظر مبكي اكثر منه مضحك عمال البلدية المكلفين بنظافة المدينة يعيثون في براميل الزبالة كالقطط أمام المارة دون اكتراث لأحد ، بحثا عن أي شيء معدني كعلب البيبسي وخلافه ، تراهم على سياكلهم محملة بأكياس دون رقيب ولا حسيب ، فلا هم لهم سوى جمع القطع المعدنية لبيعها مما صرفهم عن مهمتهم الأساسية وهي نظافة البلد.. أتساءل أين رقابة البلدية؟
ويزيد الجرح ويتسع حينما تشاهد ما يحدث من المواطن نفسه ، فشواطئنا ملوثة بالمخلفات التي يرميها المواطن بعد كل زيارة لبحرنا الجميل دون ادنى احساس بالمسئولية أو شعور بالخجل مما يفعل، وكذلك برنا لم يسلم من مخلفاتنا بعد كل طلعة للبر.
وأمام المطاعم والبقالات تجد المخلفات اشكال وانواع ، من قوارير البيبسي و معلبات العصير الى اكواب الشاي الورقية ، في منظر مقزز ، مما يعطي انطباعا على مدى تخلف اهل المنطقة وعدم مبالاتهم.
وتشاهد من يرمي المخلفات من نافذة سيارته وهي تسير امامك ، في تصرف متبلد دون احترام للآخرين أو ادنى احساس بالوطنية ، وأمام المنازل براميل الزبالة أعزكم الله فارغة والناس ترمي المخلفات بجانب البراميل ، أصبح الناس يتصرفون وكأنهم مخدرون لا يعلمون ما يجري أوما يفعلون.
كم تمنيت أن يكون حب الوطن غريزة في نفس كل مواطن لا مجرد تلفظ بالكلمات الرنانة عن حب الوطن ، أنا لا أرى حب الوطن فيما يقوم به الشباب من حركات وتفحيط وغير ذلك ولا أراه في الظاهرة الدخيلة التي نراها في المجمعات التجارية من اختلاط وصياح ورقص وتصفيق ، فهذه فوضى تجرالوطن الى منحدر خطير.
من يحب وطنه حقا ، فليظهر وطنه بالصورة التي تليق به والتي تكسبه احترام العالم ، ولن يكون ذلك ما لم نرقى بأنفسنا الى درجة المسئولية الكاملة ، ولن نصل الى هذا الرقي الا بالعلم والحلم والأخلاق العالية ، ونحن بذلك لم نأتي بجديد بل هذا ما أمرنا به ديننا.
يجب أن تكون ثقافة النظافة والعناية بالمرافق العامة ، من ضمن المناهج الدراسية وفي مراحل مبكرة ، كما يجب أن تكون هناك برامج ثقافية بشكل مكثف ومستمر في القنوات التلفزيونية يقوم عليها اناس مخلصين ، وذلك لتثقيف المواطن بهذا الجانب المهم في حياتنا ، ونقل العقول الى مراحل متقدمة من التفكير والاحساس بالمسئولية والرقي بتصرفاتنا وأخلاقنا لما فيه مصلحتنا ولإبراز وطننا بصورة مشرفة ، فلن يحترمنا العالم ما لم نحترم أنفسنا.
فارس بلا جواد
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر راوي العنزي
11/30/2015 في 6:23 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ككلام و لكن الأهم ما هو دور الأسرة و ما هو دور تطبيق القوانين و الأهم تعاون أفراد المجتمع
Naif jihad
11/30/2015 في 6:35 م[3] رابط التعليق
النظافة من الأيمان ،، ديننا الحنيف يحث على ذلك بالاظافة الى وجوب نشر ثقافة النظافة عبر الاعلام المرئي ونستهدف الاطفال والنشء ،،، سلمت اناملك استاذي العزيز على هذه المقالة والموضوع الذي يهم كافة افراد المجتمع ،،
غرم الله
11/30/2015 في 7:26 م[3] رابط التعليق
الاسلام يحث على الظافه واماطة الاذى ..الااننا عكس ذللك ماما ..الشواطئ ..البر ..المنتزهات . تعج بانواع المخلفات
زائر
11/30/2015 في 10:15 م[3] رابط التعليق
يسعدمساك ابو طلال كعادتك دوماًتسعى لمايحقق الصالح العام وهذاليس بمستغرب عليك ولكن من أمن العقوبة أساء الادب لذا لابد من تكاتف الجهود بين كل من الاسره والمدرسه والمسجد ومراكز الاحياء والقطاعات الحكوميه والخاصه عن طريق بث الوعي ونشر الثقافه واعداد الحملات للتوعيه والارشادجنباً الى جنب مع متابعه ميدانيه اسوة لماهو معمول به في واجهة الجبيل البحريه بحيث يتم مخالفة أي شخص يتجاوز النظام برمي المخلفات
ابوعبدالله
12/03/2015 في 10:53 ص[3] رابط التعليق
مقال متواضع .. وتشكر عليه استاذي العزيز وأعتقد أن الدين حث على النظافة قبل أن تصبح ثقافة عامة .. تحياتي ،،
نايف
12/06/2015 في 9:22 م[3] رابط التعليق
التحفيز قبل العقوبه والتوعيه تحفيز الناس ماراح نجيب شي جديد شوفوا الدول وش سوت ونسوى مثلهم ولكن باالوقت
سلمان مطيلق
12/06/2015 في 11:09 م[3] رابط التعليق
حل مشكلة النظافة ” مسؤوليتنا جميعا ”
أن مشكلة النظافة ليست مسؤولية جهة بعينها وإنما هي مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً كما أنها سلوك ديني يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف.
حيث أصبحت تلك المشكلة هاجس لدينا سواء على مستوى الأفراد أو المسؤولين وأصحاب القرار ونحن في القرن الواحد والعشرون !! الى متى سننظر لمشكلة النظافة على أنها مشكلة مستقلة ومنفصلة عن منظومة البيئة والتنمية المستدامة !!! الى متى نطالب بحل سطحي
سلمان مطيلق
12/06/2015 في 11:10 م[3] رابط التعليق
حل مشكلة النظافة ” مسؤوليتنا جميعا ”
أن مشكلة النظافة ليست مسؤولية جهة بعينها وإنما هي مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً كما أنها سلوك ديني يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف.
حيث أصبحت تلك المشكلة هاجس لدينا سواء على مستوى الأفراد أو المسؤولين وأصحاب القرار ونحن في القرن الواحد والعشرون !! الى متى سننظر لمشكلة النظافة على أنها مشكلة مستقلة ومنفصلة عن منظومة البيئة والتنمية المستدامة !!! الى متى نطالب بحل سطحي
شكراً ابو طلال