يخلط البعض بين مفهوم الإتقان و الكمال فتجده يسعى جاهداً حتى لا يقع في الخطأ فهو إما أن يكون أو لا يكون.وهذا الصنف من البشر في حقيقة الأمر يشكي نقصاً داخلياً في حقيقة الإيمان بقدراته وقلة معلوماته،فالبشر جميعاً لابد و أن يخطؤوا ولو لم يكونوا كذلك لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " لَوْ أَنَّكُمْ لا تُخْطِئُونَ وَلا تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ أُمَّةٌ مِنْ بَعْدِكُمْ يُخْطِئُونَ وَيُذْنِبُونَ ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ " من الجميل أن نسعى إلى إتقان أمورنا لتتوازن حياتنا دون التأثير عليها بالشكل السلبي.وهناك مجموعة أخرى تنشد الكمال في الآخرين وحين يخطؤون يرمونهم بسهام النقد القاتلة وكأنهم خلقوا ليكونوا صفحات بيضاء مطموسة من أثر التجارب عليها فهو يجد نفسه إما في مصاف المثاليين الذين لا يخطؤون أو أنه منح أحقية الخطأ دون غيره.وهناك من يتصنع المثاليه والتي هي أقرب ما تكون إلى المثالية الزائفة فتجده في مشاعره متصنعاً للحب و الاحترام أما عن سلوكياته فهو يراقبها بحذر شديد حتى فقد لذة المتعة في التجربة وحرم نفسه من التجارب التي تصقل حياته و تطور مهاراته فيستحيل أن يكون على هذا الحال بشكل مستمر في عدم الوقوع في الخطأ بل وربما حينما يقع يكون أشد ممن سمح لنفسه أن يخطأ ويصوب نفسه.
أما عن المثالية و النجاح فهما عدوان لا يجتمعان لأن المثالية تعني أنك في دائرة التصويب دون أن تطلق لأنك بكل اختصار تنتظر الوضع المثالي وهذا سوف يقودك لأن تكون مع مجموعة المسوفيين التي تعطل نجاحاتك وتؤخر إنجازاتك وتوقف مسيرة أهدافك.لذلك في كل الأحوال السابقة أسعى لتطوير ذاتك وليس إيقاف عجلة حياتك.
ختم الكمال
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2015/12/27/239415.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 3
3 pings
زاائر
12/27/2015 في 9:17 م[3] رابط التعليق
مقال اكثر من رائع. ..بارك الله فيكم ونفع بكم
زائر
12/28/2015 في 12:10 م[3] رابط التعليق
رائع
بصدقـ
12/29/2015 في 7:31 ص[3] رابط التعليق
المقال جيد وفيه عمق لكن الاشكالية ليست في تعاملنا مع اخطائنا بل في تعاملنا مع اخطاء الاخرين ! ولو تعاملنا مع اخطاء الاخرين بنفس ما نتعامل به مع اخطائنا لوجدت مجتمعاً اخر تسيطر عليه العقلانية والاتزان الانفعالي ولتخلصنا من ثلاثة ارباع مشاكلنا ,
نحن نتعامل مع الاخطاء بمكيالين إحداهما مبني على التسامح والتبرير والإعذار والتغاضي والأخر مبني على التدقيق والمحاسبة واللوم وعدم الإنصاف !
نحن نعيش بلا انسجام مع انفسنا ! فردود افعالنا نوحي بأننا نعاني من تناقض وازدواجية معايير جعلتنا لا نسيطر على واقعنا وعاجزين عن تلمس مستقبلنا .