في بادرة تبشر بالخير للأمة العربية والإسلامية زيارة الملك سلمان للشقيقة مصر العربية تدحض كل ما قيل عن وجود خلافات بين الدولتين وتثبت مدى ضئالة المشاكل والخلافات بين الدول العربية وإن كبرت حينما يصبح الأمرمتعلقا بالأمن القومي العربي والإسلامي فالجسم واحد والهدف واحد والهم واحد والعدو واحد.
حينما يلتف قطبا الدول العربية واقصد هنا كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية المصرية حول بعضهما فإنهما يمثلان مظلة حماية للدول العربية، فهما يمثلان الثقل والعمق الاستراتيجي للعرب بحكم موقعهما الجغرافي وما يمتلكان من قدرات اقتصادية وبشرية، علاوة على ما يمكنهما فعلة من تغيير في الواقع العربي والاسلامي.
وبغض النظر عن من يمتلك تلك الجزر والبربقندا التي رافقت إعادة مصر للجزيرتين تيران وصنافير للسعودية بهدف إثارة الفتنة والتفرقة بين البلدين، وانا هنا لا اود ان اخوض في التفاصيل وسأترك الأمر للسياسيين فهم اجدر واعلم بحقائق الأمور، إنما تبادر الى ذهني سؤال لحوح وهو لماذا في هذا التوقيت بالذات تم نقاش موضوع الجزر، فالسعودية في غنى عن ان تفتح على نفسها بابا جديدا وهي في خضم الأزمات التي تحيط بها من تهديد إيراني وحرب اليمن علاوة على ما تخطط له في سوريا.
يبدو أن الأمر أكبر من مجرد جزيرتين فالسعودية تتعرض لضغوط امريكية وروسية واروبية لمجرد تفكيرها بالإعتماد على نفسها فما بالك بتدخلها في اليمن وسوريا وحشدها للعالم الإسلامي تحت لواء التحالف الإسلامي الذي سيزيد المسلمين قوة وتعنت أمام خطط الغرب للنيل من الدول العربية والإسلامية، وفي الواقع السعودية من حقها اتخاذ تلك الخطوات الجريئة بعد أن لاحظت فتور في العلاقات السعودية الأمريكية والتقارب الأمريكي الإيراني على حساب المصالح الخليجية والعربية، فلا يمكن أن تبقى السعودية في موقع المتفرج حتى يحاط بها.
وبغض النظر عن من يمتلك الجزيرتين فهما لا فائدة منهما في حالتهما الراهنة لأن إتفاق السلام بين اسرائيل ومصر يمنع مصر من الاستفادة منهما، وعودتهما الى الحضن العربي هو المهم، إلا ان عودتهما للسعودية سيعزز من موقف السعودية ويجعلها قادرة على المناورة وتلزم الأطراف الأخرى بالتعامل معها في إيطار أي تفاهمات يفرضها الواقع الجديد.
إذا موضوع الجزر ما هو إلا ورقة ضغط على امريكا و إسرائيل لأن السعودية ستلزم اسرائيل بالتعامل معها فيما يخص الجزيرتين، كما أن السعودية حذّرت الولايات المتحدة، من أن مشروع قانون أمريكي مقترحًا عن هجمات 11 سبتمبر 2001 في محاولة لإقحام اسم المملكة ومسؤوليتها عن ما حدث، من شأنه النيل من ثقة المستثمرين في مختلف أنحاء العالم في الولايات المتحدة لما للسعودية من أصول مالية ضخمة هناك.
كما أن السعودية كان لها موقف من إيران وروسيا بخفض سعر البترول فاقتصاد السعودية ودول الخليج قادر على تحمل الإنخفاض في سعر البترول لخمس سنوات او أكثر بينما اقتصاد ايران وروسيا لا يستطيع التحمل لفترات وجيزة قد لا تتجاوز السنتين في الغالب.
إن الملاحظ للدور السعودي في المنطقة يجد ان السعودية أصبحت محور إلتقاء وتقاطعات للمصالح الغربية العربية وهذا ما تسعى اليه السعودية للقفز من موقع المتفرج الى موقع المؤثر في السياسة العالمية وتوجيهها في الإتجاه الذي يخدم مصالحها ومصالح المسلمين.
بقلم :سعود العتيبي
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عربي وافتخر
05/04/2016 في 11:12 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك والله شرح مفصل وممتاز ينير العقل ولا فرق بين العرب المهم اعلا كلمة الحق حفظ الله مصر والمملكة العربية السعودية من شر الغرب والصفويين
زائر
05/04/2016 في 12:22 م[3] رابط التعليق
مقال رائع ومميز واتمنى لك التوفيق .
زائر
05/04/2016 في 12:25 م[3] رابط التعليق
يعطيك العافيه ابو طلال
زائر
05/04/2016 في 12:38 م[3] رابط التعليق
مقال جميل جدا وينقل صوره الواقع لفهمها بشكل واضح
زائر
05/04/2016 في 12:43 م[3] رابط التعليق
احسن كلام منطقي وعبارات تشد التجاسد بين اخوننا العرب الى الامام يابا طلال
سحمي مسفر
05/04/2016 في 2:06 م[3] رابط التعليق
مقال اكثر من رائع وتحليل جميل يضع الأمور في محلها برؤية واقعيه وقرأه صحيحه للاحداث
زائر ابو عبدالعزيز
05/05/2016 في 1:02 ص[3] رابط التعليق
تحيه طيبه ابو طلال
لانختلف لماتطرقت له ونظرة المملكه في استعادة الجزيرتين نظرة صائبه والاحداث ماثله امام الجميع ولها بعدها السياسي على المستوى الاقليمي والعالمي ادام الله علينا الامن والامان في ظل قيادتنا الرشيده