بدعوة من مدير أوقاف الخفجي الشيخ نواف الدوامي، كان لي شرف الحضور لمحاضرة بعنوان " الانحرافات الفكرية لدى الشباب أسبابها وسبل معالجتها " والتي قدمها الدكتور أحمد بن حمد جيلان - المستشار بالإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية بوزارة الشؤون الإسلامية والخبير بقضايا الأمن الفكري.
والحقيقة نشكر الشيخ الدوامي على هذه الندوة لفوائدها العظيمة والتي قليلا ما نحضى بمثلها في محافظتنا فقد كان موفقا في اختياره للشيخ جيلان فبالإضافة لأسلوبه الراقي واستعداده المميز وتسلسل طرحة للموضوع، لديه رصيد ضخم من المعلومات في مجال عمله جعلنا نشعر بصغر حجمنا امامه.
إنه رجل لمثل هذه المهمات الجسام، فقد كان الرجل المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب، عذوبة اسلوبه في الأداء أوحى لنا بشيء من الأمان والطمأنينة على أجيالنا القادمة لمقدرته على التأثير والتغييرفي المتحدث معه، فهو بذلك رسول نصح مبدع مقنع للشباب مما يجعله ثروة يجب ان تستثمر.
وفي مداخلتي على الموضوع كان لدي الكثير لأقوله مما يطول المقام لسماعة فما يتحدث عنه الشيخ جيلان يعتبر مشروع ضخم لا تحتويه ندوة ولضيق الوقت المتاح لي إختصرت مداخلتي على نقطتين:
1 – لماذا لا يكون لدينا إعلام مضاد للإعلام التكفيري
2 – لماذا لا نشاهد مثل هذا النصح مما ذكر الشيخ وبشكل مستمر في خطب الجمع
وفي الواقع نحن في السعودية نواجه اعلاما شرسا موجه من الخارج سواء بشكل مباشر أو بالتقليد الأعمى في الداخل.
هذا الإعلام الخارجي يستنهض كل قواه للنيل من السعودية لأن هدفه الحقيقي ليس السعودية بل الإسلام لذلك يهاجمه في عقر داره بالتضليل والتشويه والنيل من سمعة المملكة لأنها المركز الاسلامي للأمة الإسلامية، لذا أرى أنه لا بد أن يكون لدينا اعلام مضاد موجه للشباب وبشكل مستمر لجيل كامل وباساليب حديثة تجلب الشباب لحمايتهم من الإنجراف وراء تلك التيارات الأرهابية.
ولكي تستطيع التغيير بشكل جذري في أي مجتمع يلزمك تغيير ثقافة جيل كامل أي التلقين بشكل مكثف و مستمر لمدة 30 سنة، بمعنى ان يكون التلقين في مراحل الطفولة الى مراحل النضج، عبر المناهج وعبر الإعلام.
من غياب الشباب عن المحاضرة نستنتج انهم لن يأتوا اليك بل عليك الذهاب اليهم في اماكنهم، في مدارسهم في انديتهم في تجمعاتهم في جامعاتهم، يجب ان تكون حاضرا معهم و بشكل مستمر.
يجب العمل على قدم وساق وانشاء قنوات تثقيفية ترفيهية تجتذب الشباب فهم لن يهتموا كثيرا بمتابعة البرامج الدعوية الدينية، كما يجب ان يكون التلقين عبر جميع القنوات ومن خلال البرامج التي يعشقها الشباب كالرياضية والترفيهية بالإضافة الى القنوات الدينية، فمتى تمكنت من صنع هذا الجيل فانه سيتكفل بتوجيه الأجيال التي بعده.
كما يجب استغلال الإنترنت وبرامج التواصل الإجتماعي ك تويتر والواتساب والفيسبوك في زرع الروح الوطنية في جيل كامل واستقطاب الشباب لهذا الغرض فهم اقرب لجنسهم من الشباب ولهم تأثير كبير على اقناعهم.
هذا ما ينقصنا ونحتاج اليه
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2016/05/23/268063.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو محمد
05/24/2016 في 9:00 ص[3] رابط التعليق
اوافقك الرأي و في الحقيقة اتمنى ان يطبق رأيك في هذا الموضوع و يتم تثقيف الشباب و تحصينهم على اكبر قدر ممكن. و اتمنى لك التوفيق
زائر
05/24/2016 في 11:27 ص[3] رابط التعليق
هذا ما ينقصنا .
صدقت يابو طلال الذي بهمنا هو الحفاظ على شبابنا وتحصينهم وحمايتهم من أصحاب الأفكار الهدامه وإنتشالهم وإبعادهم عن الخونة أصحاب المخدرات الفتاكة وذلك عن طريق مخاطبتهم مبارشرة .
ولك مني خالص الشكر على هذا الطرح الرائع
سعيد شريف القحطاني
05/24/2016 في 8:09 م[3] رابط التعليق
نحن تركنا الحبل على الغارب ولم نهتم بملء عقول الشباب بما يفيدهم ، وكل يلوم الآخر فالمدرسة تلوم البيت والجامعة تلوم التعليم العام والمجتمع يلوم الإعلام وانحرف بسبب ذلك الكثير من الشباب وليس هناك خطة لتلافي تلك السلبيات واستقطاب الشباب بالإضافة إلى أهواء من أسندت لهم مهام الإصلاح فكل يسحبهم لهواه وفكره بغض النظر عن الفائدة التي يجب أن يحصل عليها الشباب والمجتمع.
ابو سارونة
05/24/2016 في 8:35 م[3] رابط التعليق
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا معك برأيك الجميل لكن بالواقع تجري الامور بالاتجاه المعاكس ١٨٠ درجة عكس تعليقك ولن ينصر الدين الا رب الناس اجمعين.
وليس ماقوله يأس او كئابة لكن غيرة لدينً أنزله الله وأتمة النبي صلى الله عليه وسلم.
زائرأخوك / مسفر ابو عبد العزيز
05/26/2016 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
قلمك محل فخر وأعتزاز بوطنيه وأنتماء
تسلم يمناك وحفظ الله أبنائنا