مع انتشار وتداول مفهوم الأسر المنتجة وتواجده بشكل بات مألوف في المشهد الاجتماعي والاقتصادي السعودي نحتاج وقفه مع المفهوم الصحيح له وعدم صبغة في إطار العوز والحاجة بل يجب أن يوضع في إطارة الصحيح وهو الأبداع والعمل الشريف الذي بدء به الرسل عليهم السلام وعلى سبيل المثال لا الحصر سيدنا أدريس علية السلام يعمل خياطاً وسيد البشر وخاتم النبيين مارس بيديه الشريفتين العمل اليدوي، ورعى رسول الله الإبل ، وشارك في بناء الخندق يدا بيد مع سائر المسلمين ، وكان يخيط ثيابه ويرقعها ويغسلها بيديه الطاهرتين الكريمتين ، وكان يطبخ ويكنس بيوت العجزة وكبار السن ويطهو لهم الطعام ، وكان كفرد عادي من المسلمين في طلب الرزق ،
وكما جاء في الحديث الشريف
: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : " ما أكل العبد طعاماً أحب إلى الله من كدِّ يَدِهِ ومن بات كالاً من عمله بات مغفوراً له "
وهنا يجب أن ندرك قيمة العمل باليد ودور الأسر المنتجة في ممارسة العمل الشريف المتنوع والإبداعي والذي يجب أن لا يتم حصره في الأكل فقط يجب أن ندرك أن مفهوم الإنتاج يتسع لأبعد من هذا بكثير فهنالك كثير من الحِرف والمشغولات أبدعت فيها الأسر المنتجة من جودة وتصميم ناهيك عن حفظ هذه المهن والحِرف من الاندثار أو تسليمها للعمالة الوافدة كما أن كثير من المشاركين أو المشاركات في العمل اليدوي لديهم مهن أخرى لكن حب وهواية العمل اليدوي وممارسة الأبداع وما ورثوه من الآباء والأجداد من عمل يدوي ومن حب للأبداع والتصميم والإتقان ، ويجب أن يدرك الجميع أهمية دعم وتشجيع هذه الأسر عبر تنظيم الدورات لهم بما سينعكس على جودة المنتج وتطور الصناعات والحرِف اليدوية والمشغولات وغيرها وأيضاً إعداد الأسر بشكل احترافي للمشاركة بفاعلية في المهرجانات ويكون لدينا أجيال من الحرفيين والأسر المنتجة يساهمون في تطوير وحماية هذا التراث والمهن و لينعكس على زوار المهرجانات لتوجيه الضوء على أبداع الأسر المنتجة وفتح منافذ بيع وتسويق أكثر ووجود تخصص ومنافسة بين الأسر المنتجة ومع دمج وزارة العمل مع الشؤون الاجتماعية نتمنى أن يكون هنالك دعم وإعطاء هذا المجال حقة من الدعم والرعاية وفتح منافذ التوزيع والتسويق له كما على الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دعم هذه الصناعات والإبداعات الوطنية بمزيد من الدعم وتوفير أماكن الأسواق والقرى الشعبية لمنتجات الأسر المنتجة وتكون بمثابة عرض عملي لأبداع المرأة السعودية من مختلف المناطق وتنوع الموروث الثقافي والإبداعي خاصة مع عزم الرؤية السعودية 2030 المضي قدماً في التوسع في مشاريع التراث والمتاحف والتاريخ والثقافة والترفيه .
الأسر (منتجة) لا (محتاجة)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2016/05/26/268318.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 1
1 pings
ابوبدر
05/28/2016 في 8:02 م[3] رابط التعليق
مقال جميل وفعلاً لازم دعم وتشجيع لهم يستاهلون