كنت طفلاً صغيراً وكنت دائما اسمع أبى يردد الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة وكطفل لم يتجاوز السابعة لم أعلم لماذا وهل هناك فائدة كوني مسلما ثم توالت الأيام وكبرت وكنت كلما قرأت أو فكرت في مناحى الحياة وفي العلوم المختلفة يزيد يقيني بأن لانعمة تضاهي أن تكون مسلماً وليس هناك هدية من الله تعالى اسمى من أن يهبك الإسلام وأن كل مافي الإسلام خير
وماكان في إتباع محمد صل الله عليه وسلم الإ رحمة وماجاء الإ بكل خير وود وسعادة حتى تستقيم حياة البشر ويعيشون في أمان وسلام وماامرهم بشيء الإ لحبه لهم ومانهاهم عن شئ الإ لخوفه عليهم وحرصه على سعادتهم ونقلهم من الجهل والمرض والظلام إلى العلم والخير والسعادة
روى الترمذي من حديث سلمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده"
وأيضاً " من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع" رواه ابن ماجه,
قال ابن قدامة "يستحب غسل اليدين قبل الطعام وبعده, وإن كان على وضوء"
وروى أبو بكر بإسناده عن الحسن بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر, وبعده ينفي اللمم" يعني به غسل اليدين,
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام وفي يده ريح غمر فأصابه شيء, فلا يلومن إلا نفسه" رواه أبو داود, اى ماتبقى من رائحة اللحم والدسم
فكانت توصيات النبي صل الله عليه وسلم المتكررة بالنظافة الشخصية ونظافة الأيدي على وجه الخصوص كونها من أهم الأسباب في إنتقال الأوبئة
وورد فى الحديث المعروف بين جموع المسلمين عن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا"
فكان الإعجاز الحاصل في حديث النبي صل الله عليه وسلم أن يشتمل على الوضوء لغاية الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة
فأثبت العلم الحديث وكل التجارب وكل المقالات العلمية أن خمس مرات غسيل للأيدي كل يوم كافية لقتل معظم الجراثيم والميكروبات التي تلتصق بيديك طيلة اليوم مهما كانت طبيعة عملك ليس هذا فقط ففي الوضوء وصانا النبي صل الله عليه وسلم بتخليل الأصابع
لقول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة "أسبغ الوضوء، وخلل الأصابع" حديث صحيح بل وكانت سنة ايضا تؤجر عليها
وهو مااثبته العلم الحديث أن أكثر المناطق ايواءا للجراثيم والميكروبات المنطقة بين الأصابع
وصفة الوضوء الصحيحة ذكرها الإمام مالك بسنده: أن عثمان بن عفان دعا يوما بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم تمضمض واستنثر ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى أيضاً إلى المرفق ثلاث مرات ثم مسح رأسه وأذنيه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعب ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى إلى الكعب ثلاث مرات"
أ] غسل الكفين ثلاث مرات فى كل وضوء أي خمسة عشر مرة غسل اليدين فى اليوم والليلة لإسباغ النظافة والتأكيد عليها وإستمرار نظافتها
وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال أن النبي صل الله عليه وسلم كان إذا عطس "غطى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته" رواه الترمذي فقال الشيخ بن العثيمين رحمه الله ينبغي للإنسان إذا عطس أن يضع ثوبه على وجهه وقال العلماء أن هذا لحكمتان الأولى قد يخرج من العطاس مخاط ينتشر على من حوله والثانية قد يخرج منه شئ يقزز الناس منه فكانت تغطية وجهه وقتها أولى
ومما لايخفى ومالا يدع مجالا للشك والريبة أن من أخطر الأمراض التى تنتقل عن طريق الرزاز Droplet transimition الناتج من الكحة أو العطاس ومنها الأمراض الشائعة المعدية في وقتنا الحاضر مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) MERS CoV. والأنفلونزا الموسمية وغيرها فكانت عبقرية الإسلام قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة في مقاومة العدوى والأمراض المعدية
وكانت المفارقة أن ماتوصلت إليه منظمة الصحة العالمية ومنظمات مكافحة العدوى وسلامة المرضى في الوقاية من الأمراض في المؤسسات الصحية والمستشفيات في كل مكان من الأهتمام بغسيل الأيدى Hand Hygiene والتأكيد على تخليل الأصابع أثناء الغسيل الصحى للأيدى للتعامل مع المرضى وآداب الكحة والعطاس Respiratory etiquette/Cough etiquette هي أثنتين من أهم بنود الإحتياطات القياسية العالمية الستة Standard precautions في مكافحة العدوى والتي لازالت تعد جزء من كل مما أوصى به سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم وإسلامنا الحنيف من الأهتمام بنظافة الأيدي والنظافة الشخصية وآداب التعامل مع من حولك حتى في أبسط الأمور قبل أن يتعرف هؤلاء إلى أهمية نظافة اليدين أو آداب العطاس والكحة في الوقاية من الأمراض والعدوى
ترى لو أن أحداً ألتزم بما أوصى به سيد الخلق في كل أمور الحياة وخاصة نظافة اليدين قبل كل طعام وبعده والوضوء خمس مرات في اليوم والليلة هل تصيبه عدوى أو يحل به مكروه وهل سيجد في صحته وعافيته مايحزنه أو يشعره بالضعف والمرض ثم ماذا لو اتبع ما أمر به صل الله عليه وسلم وانتهى لما نهى عنه في كل مناحى الحياة لتزينت الحياة بالفرح والسلام والأمان
ومن منطلق تعاليم إسلامنا الحنيف والتوصيات العالمية في مكافحة العدوى أوصي الجميع بالعناية بالأيدىيدائماً وتغطية الفم والأنف أثناء العطاس والكحة للوقاية من الأمراض المعدية المنتشرة في زماننا هذا وتعليم الأطفال حب نظافة اليدين والنظافة الشخصية بالوضوء.
والحمد الله على نعمة الإسلام وصل الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
حسن غازي
مدير مكافحة العدوى
مستشفى الخفجي الأهلي
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
08/16/2016 في 12:12 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله
مقال رائع
زائر
08/16/2016 في 12:27 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
زائر
08/16/2016 في 12:29 م[3] رابط التعليق
مقال اكثر من رائع ..في انتظار المزيد
The best
08/16/2016 في 12:36 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
زائر
08/16/2016 في 12:50 م[3] رابط التعليق
Assalamualaikum. MashAllah very knowledgable information. Ofcourse following islam is following light. Those who cannot see the light are blind. JazakAllah
زائر
08/16/2016 في 12:54 م[3] رابط التعليق
Assalamualaikum. MashAllah very nice post.JazakAllah
زائر
08/16/2016 في 7:14 م[3] رابط التعليق
مقال رائع