طفت على السطح في الأسبوع الماضي معاناة المدرسة الثانوية الثانية للبنات بالخفجي، والتي تحكي أحداثها مرارة ألم الإنتظار لسنوات طويله، بعد أن فاجأت إدارة المشاريع في تعليم الشرقية بقرار تحويل المبنى الجديد إلى مجمع إبتدائي.
مشكلة المدرسة التي قد لا يعرفها الكثير، هو أن هذه الثانوية التي تأسست في عام 1407هـ إنتقلت من مبنى كلية البنات الحالي إلى مبنى مستأجر منذُ أعوام طويلة، ومع مرور السنوات أصبح المبنى متهالك ولا ترتقي إمكانياته ولا تصل خدماته للصرح التعليمي اللائق بحجم الوزاره ومكانة التعليم، وبعد طول إنتظار بدأت الوزاره بتشييد مبنى جديد بدلاً عن المستأجر، حتى أصبح جاهزاً في عام 1436هـ وتم تسليمه في هذا العام ولسان حال الطالبات يقول «هرمنا من أجل هذه اللحظه» إلا أن القرار المفاجئ جاء بدمج ثلاثة مدارس في المبنى الجديد، وهي الإبتدائية الثامنة تأسست في عام 1406هـ وتضم (132 طالبة - 16 إدارية ومعلمة) وتقع في مبنى مستأجر، والإبتدائية الثانية عشر تأسست في عام 1412هـ وتضم (140 طالبة - 18 إدارية ومعلمة) وتقع أيضاً في مبنى مستأجر، والإبتدائية الخامسة وتعد الأقدم حيث تأسست في عام 1402هـ وتضم (240 طالبة - 24 إدارية ومعلمة) وتقع في مبنى «حكومي».. ونقل طالبات الثانوية إلى مبنى الإبتدائية الخامسة عوضاً عن مبناهم الجديد.
نقل الطالبات لهذا المبنى حتى وإن كان حكومي قديم، لن يكون حلاً سليماً للمستقبل البعيد لصغر مساحته مقارنه بأعداد الطالبات وقِدَم نشأته، ناهيك عن قتل الفرحة المنتظره الطالبات والمعلمات وترقبهن لهذا المبنى الذي مر عليه أجيال، كما أن هذا القرار «الغريب» سيجعل مسؤولي التعليم يخرجون بعد فتره بتصريح رنان «ولله الحمد تخلصنا من المباني المستأجره» وهذا من التطورات الوزاريه! بالتأكيد تم التخلص منها ولكن بقرار «مشي حالك» من دمج وتغيير المباني.
تضرر طالبات الثانوية الثانية من القرار لم يقف عندهم، بل طال منسوبات الإبتدائيات الثلاث اللاتي لا تنطبق عليهن شروط الدمج الذي أصدرته الوزارة بشكل عام -بحسب المعلومات- مما أجبر عدد من المعلمات وقائدات مدارس بتوقيع طلب التقاعد، و-بحسب علمي- رفعوا شكوى للوزارة وتعليم الشرقية إحتجاجاً على ذلك وبإنتظار الرد.
وبالحديث عن التطورات الوزارية وقرارات وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، جاء تدشينه للتأمين الصحي للمعلمين وإعلان عن برنامج سكني في الطريق، وهذا لاشك أفرح المعلمين، ولكن «صاحبنا» لم يكمل الفرحه و«جاب العيد» بعد وصفة للمعلمين بـ«الملقنين» ما أثار إستيائهم بسبب التقليل من دورهم، فضلاً عن التصريح الذي سبقه بأسابيع «لدينا فائض في أعداد المعلمين».
على معاليه الموقر تطوير التعليم بقرارات مرضيه تخدم العملية التعليمية ويستفيد منها الطالب والمعلم، كما عليه أن يكون «مع المعلم» ويفي بوعوده قبل تسلمه لزمام الأمور بالوزاره، ويبني شخصية معلم حقيقية تنتج أجيال يُشار لها بالبنان، فكما قال الشاعر أحمد شوقي: قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيلا، كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا.
ألقاكم..
أحمد غالي
ahmed_h5@
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
02/28/2017 في 6:44 م[3] رابط التعليق
كل الشكر للأخ احمد غالي في نقل مشكلتهم بهذا القرار (السقيم) وأتمنى أتمنى تنحل بشي يرضي الطرفين
زائر
02/28/2017 في 6:45 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
02/28/2017 في 6:47 م[3] رابط التعليق
كل الشكر للأخ احمد غالي
في نقل مشكلة القرار (السقيم) وأتمنى اتمنى تنحل
بسرعه وبشي يرضي الطرفين ، لان ماشفنا من هالقرار أية
فائده فقط هدم فرحه وقطع أرزاق ✋
زائر
02/28/2017 في 8:25 م[3] رابط التعليق
يعطيك الف عافيه كلامك سليم وصحيح اخ احمد
ووصلت الرساله بالنايبه عن الكل بدون استثناء ونتمنى حل المشكله بسلام ووضع كل مدرسه في مكانها دون تغير والثانويه تتنقل للمبنى الجديد❤️❤️
زائر
02/28/2017 في 9:39 م[3] رابط التعليق
الله يعين الطالبات والطلاب على مثل هذه القرارات المجمع ليس حل ، ولكن الى من المشتكى؟
اشكرك جزيلا اخوي احمد على هذه الالتفاته الجميلة
المواطن هو رجل الامن الاول
03/01/2017 في 12:41 م[3] رابط التعليق
معالي وزير التعليم قبل التعيين الف كتاب بعنوان ( إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الادارة التربوية). وكان له عدة مطالبات بمنح امتيازات وحوافز للمعلمين وايضاً بأعفاء الطالب من حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة على ظهره . ولكن بعد التعيين يكمن الجواب في الفوارق ما بين النظرية والتطبيق !
الاسم (اختيارى)
03/09/2017 في 2:00 م[3] رابط التعليق
سيطرح موضوع مبنى ثانوية البنات في الخفجي س ٦:٣٠ م على الإخبارية ( الخميس ٩ / ٣ / ٢٠١٧ ) وستكون فيه مداخلة عبر الهاتف للتعليق