دائما ما نسمع مقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ودائما ما نردد الرأي والرأي الآخر، وللاسف دئما نردد كذلك أن الاختلاف يضيف لنا ولا يُغضبنا، ولكن الحقيقة عكس ذلك فنحن نعمل بمضمون العبارة الشهيرة إن لم تكن معي فأنت ضدي وإن اختلفت معي فأنت لا تحترمني.
يجب أن نعرف أن الاختلاف ظاهرة صحية وجميلة ونطبقها فهي تضيف جمالاً على المواضيع التي نتناقش فيها وتضيف للجميع آراء لم يكن في يوم يفكر بها. يجب معرفة أن الاختلاف في الرأي هو الجانب الآخر من الحقيقة التي لم نستطع الوصول إليها، ووصل إليها غيرنا كرأينا الذي وصلنا إليه ولم يصل الطرف الآخر له. أكثرت من كلمة يجب والسبب أنني احترق عندما يتم نقاش ويزعم كل طرف أنه يحترم رأي الآخر ولكن ترى في وجهه الغضب والحمق وكأن أحداً سلب ماله وبيته وقتل أحد أبنائه.
إن أردنا أن نرتقي ونستفيد من خبرات الآخرين فلابد من احترام الآخر ووجهة نظره حتى وإن كانت مخالفة، ولابد أن نعرف أن الآراء ورؤية الأشياء تعتمد أولاً وأخيراً على محيطه الاجتماعي والمعيشي فلذلك معرفتك بكل هذه الظروف يجعلك أكثر تقبلاً لرأية. فرأي شخص يعيش بمدينة صغيرة في مسألة ما، ليس كرأي شخص يعيش في عاصمة بها إمكانات هائلة ولا تقارن بغيرها من المدن فالمجتمع المحيط له أهمية كبرى في تشكل الرأي. وكذلك رأي شخص يسافر حول العالم كثيراً وعايش ثقافات مختلفة حول العالم ليس كشخص لم يتجاوز حدوده الإقليمة، وكلٌ له وجهة نظر خاصة تضيف لكلا الطرفين وتجعله يرى الموضوع من منظور آخر.
وهناك نقطة اخرى دائما ما نقع فيها وهي الحكم على الشخص من خلال رأيه الخاص وتصنيفه دون معرفتنا التامة او الكافية به. ومن غير المقبول ايضا إصدار الأحكام على الآخرين بشكل متسرع او الحكم عليهم من خلال رأي أو وجهة نظر معينة فهذا غير منطقي وفيه ظلم كبير.
يتطرق الناس لكثير من النقاشات، البعض يتحدث من واقع معرفة ودراية والبعض الآخر يتحدث لمجرد الحديث لذلك يجب علينا عندما نتناقش مع أياً كان معرفة هل هذا الشخص يتحدث من واقع معرفة ودراية أو لا ،، وهناك من يكمم الأفواه، فعندما يثار نقاش ما ويرى من وجهة نظره أنه موضوع عقيم ولا فائدة منه يبدأ بتكميم أفواه المتناقشين بقوله لا تتحدثوا بهذا الموضوع فلا فائدة منه، دعوكم من النقاش، يجب أن لا نتحدث فهناك من هم أعرف وأدرى منا بهذه المواضيع،، لا ضير في اثارة المواضيع والخوض فيها طالما أننا لا نتجاوز حدود الأدب والذوق العام ونحترم بَعضُنَا البعض ونُخرج ما بجعبتنا بكل أدب. فمن غير المعقول إسكات الآخرين لمجرد أن هذا النقاش ليس من أولوياتك وليس في قائمة اهتماماتك!!
بالختام، ثقافة احترام الآخرين وتقبل آرائهم ثقافة مهمة ويجب علينا تقبل الآخرين والاستماع إليهم جيداً والرد عليهم من خلال آرئهم لا القدح في أشخاصهم وسبهم وشتمهم لمجرد تبنيهم لرأي ما أو وجهة نظر خاصة بهم. فما نحن إلا مكملون لبعضنا البعض وما رأيك، سواء كان إيجاباً أو سلباً، إلا نافذة اطّلع من خلالها على الجهة الآخرى التي لم تكن واضحة بالنسبة لي من قبل ..
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
الاسم (اختيارى)
04/26/2017 في 8:28 م[3] رابط التعليق
التعليق
أبو سيف
04/26/2017 في 8:34 م[3] رابط التعليق
للأسف واقع نعيشه فالأختلاف في يومنا هذا يفسد الود ويغضب احد الطرفين فأما ان تقنعه او يقنعك او كلا الطرفين يرى ان رأيه هو الصحيح ولكن هناك فئه. طبعها انا مااقتنع الا بنظرتي حتى لو كان مفهومه خطأ بالطيب بالغصب تقتنع بنظرتي !!
زائر
05/07/2017 في 12:13 ص[3] رابط التعليق
اخوي متعب كلام جميل ولكن احيانن تناقش ناس وتحاول انك تقتنع وتقول ممكن كلامه او نظرته صح ماتقدر لانه يمقس
ناصر صلحان
05/14/2017 في 11:24 ص[3] رابط التعليق
منور يا أبو عبدالله ..
درر لا فض فوك .. لقد أسمعت لو ناديت حيا ..