السعادة الوطنية تكون في معرفة الإنسان بمحيطه الذي يعيش فيه بإيجابيه ، وهذا يكون بتوافر المعلومات لديه وإنزالها على أرض الواقع ، و مانراه في أغلب الدول الغربية من إنتماء صلب لا يهتز ولايركن مهما كانت الظروف ، ماهو إلا من معرفة تامة بالأرض وما تحتويه ، وبالإنسان المواطن وما لديه من إرث يقتدي به ، وبالبيئة وما يجوب فيها .
الولاء للأرض وحب تراب الوطن لا يعرف مدى أهميته إلا الشخص الراقي بفكره ، الواعي بقدر أهميته ، وهذا ما أتى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ ، قَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ ، ... الحديث .
توصيل هذا المنهج التربوي العظيم يكون بالإعتزاز بثقافة ماتنتمي له من بلد ، حيث يفخر الإنسان الغربي بكل عناصر التراث لديه رغم تقدمه ، فتجده ملتحف السماء ولايعرف لخيانة بلده طريقاً ، وماكُـتب من روايات وإن كان أغلبها خيالاً وأماني ، إلا أنه تجسيداً لثقافة الإنتماء الإيجابي ودعوة للنهوض ، بناء الأوطان لايكون إلا بهذه الثقافة النبيلة ، نلوم أنفسنا كثيراً والغرب من حولنا ، لأننا لم نعرف أنفسنا أننا أبناء حضارة عظيمة قامت على ترك الجدال والعمل الدؤوب لبناء حضارة رغم الفقر والعناء متفائلين بالله رغم أنف اليائسين.
أفلاطون صاحب الروح الوطنية الإيجابية كرّس نهج يُدرس ويرجع له على الرغم أنه لم يتحقق حلمه وما يأس . الأمثلة الإيجابية كثيرة ، وما أقصده أجعل لأسمك نصيب يذكر بإيجابية ، ويدعى له بالخير .
حب الوطن يكون بالدعوة للتنمية البشرية العلمية و العملية ، ونزولاً للواقع بإيجابية ، ولنا في الدول المتقدمة عبرة ، فاليابان كان بنائها بخطوات بدأت بالفرد وأنتهت بوعي المجتمع بأكمله ، سأكون واقعياً ... ابدأ بما تستطيع في نفسك وأسرتك ومقر عملك ، دعوة لكسر التشاؤم ، دعوة للنهوض العلمي ، غيّر أهتماماتك شئ ما ، لا يكن أغلب ماتتابعه جانب الترفيه مع أهميته بحدود ، لكن لا تُغفل جانب القراءة الإيجابية بأي طريقة تعجبك ، متى ما توصلنا إلى تلك المعرفة ، صدقوني لا إرهاب يُذكر ولا يد سارق تبتر ، التنمية هي التثقيف الواقعي .
وما نهلناه من د. عيد اليحيى من الروح الوطنية المفعمة بالعطاء ، لابد أن يُذكر هذا الإنسان ويشكر .
رسالة لأخواننا الإعلاميين . عليكم الدور الكبير بإعادة التنشئة الثقافية بما يطرح للمجتمع ، في الإرتقاء بذواتكم أولاً من قراءة وإطلاع ومتابعة ثقافية ، ولا مانع من نقل سير الأحداث ، ولكن لابد أن يكون الهم أرقى مما نرى ، ولدينا قدوات إعلامية رغم قِلتها .
إضاءة ..
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبِرا
أحمد الراشد
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائرنواف البحيران
09/28/2017 في 8:16 ص[3] رابط التعليق
اسعد الله مساك اخي الفاضل احمد…
كلام جميل اتمنى ان يوصل لأكبر شريحه من المجتمع وزي ماتفضلت التغيير ان تبدأ بنفسك واسرتك وعملك ومجتمعك
وفقكم الله لمايحبه ربنا ويرضاه ،،،
زائر
09/28/2017 في 10:10 ص[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
09/28/2017 في 10:12 ص[3] رابط التعليق
جميل ما كتبته يا ابو صالح
اسال الله لك التوفيق
مساعد الدخيل
09/28/2017 في 10:15 ص[3] رابط التعليق
كلمات طيبة وجميلة نسأل الله الكريم بفضله أن يعيها كل مواطن في بلاد المسلمين
سددك الله أخي الغالي أباصالح
وجعلك مباركاً أينما كنت
محبك : مساعد الدخيل
فارس بلا جواد
09/28/2017 في 6:53 م[3] رابط التعليق
كلام جميل من قلب صادق نعرف صاحبه ونثق به، شكرا لك اخي احمد.