قيادة المرأة بين مرحب اعتبر ذلك انتصارا لها ومعارض اعتبر ذلك بداية النهاية لعصر الفضيلة وبداية لعصر الرذيلة، ولكل منهم رأيه وحجته بناء على رؤيته الذاتية التي بناها أصلا على مدى الأفق لديه.
فالمرحب يرى أن قيادة المرأة هو حق من حقوقها قد تأخر كثيرا ويعتبر حصولها على ذلك الحق انتصارا، بينما يرى المعارض أن هذا ليس حقا شرعيا وانه سيكون بداية لمفاسد كثيرة.
والحقيقة أن الدين استغل كثيرا لقمع الكثير من الحقوق سواء للرجل أو المرأة، وهذا ليس محصورا بالدين الإسلامي بل حتى بالأديان الأخرى ففي المسيحية على سبيل المثال كانت الكنيسة تسيطر على السياسة وتتحكم بها وهذا نوع من الصراع على البقاء والإمساك بزمام الأمور، والدليل على صحة هذا الكلام أن أمورا كثيرة كانت تعتبر من المحرمات أو المحذورات قد أصبحت الآن مباحة ومباركة ممن حرموها.
وللرافضين لقيادة المرأة للسيارة بحجة الحرص عليها من الخروج لوحدها ومخالطة الرجال نقول، أين هي المرأة الآن انها بالشوارع وفي الأسواق لوحدها أو برفقة سائق يرصد بعينيه كل حركاتها ومفاتن جسمها بالصعود والنزول من السيارة أو يتفحصها بالمرآة وهي بالمرتبة الخلفية، ناهيك عن حجم الكوارث التي سمعنا حدوثها من السائقين من خطف واغتصاب وتصوير وتهديد بالابتزاز بدفع الأموال.
وإذا كانت المرأة تقود السيارة من زمن سحيق في بلدان أكثر انفتاحا من السعودية ومع ذلك حافظت على نفسها وأثبتت احترام المجتمع لها، فما بالك بالمرأة السعودية وقد تربت تربية إسلامية صحيحة في ظل عائلة محافظة تحكمها العادات والتقاليد بين الحلال والحرام والعيب فالمرأة الشريفة ستبقى شريفة والساقطة لن يتمكن أحد من الحفاظ عليها.
إن جل ما نحتاجه الآن هو تربية أولادنا وبناتنا تربية إسلامية سليمة وان يكون لدينا ثقة في بناتنا فهن محل ثقة إن شاء الله وفي أولادنا الذين يحتاجون منا رسائل إيجابية تزرع فيهم الثقة بدل الرسائل السالبة التي نطلقها عليهم انهم سيطاردون البنات في الشوارع فهذا تصور خاطئ عنهم فشبابنا ولله الحمد شباب غيور على بنات بلده وستثبت لكم الأيام ذلك وسترونهم يقفون في وجه من يتحرش بهن وقوفا حزما.
وقد اتخذ عدم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة منبرا لمهاجمة السعودية واتهامها بالتخلف وهضم حقوق المرأة، مما حدا بولاة الأمر بالسماح لها بقيادة السيارة لما تقتضه حاجتها الملحة لذلك وإلجاما للأفواه الناعقة باسم حقوق المرأة ظلما وبهتانا وكأن المرأة لا ينقصها الا قيادة السيارة لتحصل على كامل حقوقها، ولا شك أن الدولة لم تقرر السماح للمرأة بالقيادة إلا بعد دراسة الموضوع من جميع جوانبه وتبين لها أن المرأة السعودية أصبحت ناضجة فكريا وعلميا وقادرة على فهم العالم من حولها وتجيد التعامل مع عصرها وتحاكي في تفكيرها ما يطمح اليه بلدها من الاعتماد على الذات، وعلينا جميعا ان يكون لدينا نوع من الثقة بسياسية دولتنا التي أثبتت عبر الزمن مع ما تتعرض له من مضايقات عالمية أنها قادرة بإذن الله على تجاوز ذلك كله بخطى ثابتة وراسخة.
أنا متفائل بهذا التغيير الذي جاء في وقته، ويسرني وبكل فخر واعتزاز كمواطن سعودي أن افخر بوطني المملكة العربية السعودية التي تفاجئنا في كل يوم بإضافة لبنة جديد في بناء الوطن الذي سيبقى بإذن الله بناء شامخا لا تهزه رياح التغيير التي هزت العالم من حولنا.
سعود العتيبي
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو زايد
10/05/2017 في 12:47 م[3] رابط التعليق
مقال جميل ورائع اشكرك عليه .
الحقباني
10/05/2017 في 12:55 م[3] رابط التعليق
مع احترامي لرأيك نحن بحاجة للمقارنة مع تلك الدول او الاديان نحن بلد اسلامي ومهبط الوحي ومنذ تأسيس هذه البلاد قامت على الكتاب والسنة وفجأة بيوم وضحاه المرأة ترا نفسها تقود ((درء المفاسد مقدم على جلب المصالح))
غرم الله
10/05/2017 في 6:47 م[3] رابط التعليق
ياعزيزي المقارنه بالاديان الاخرى ليس دليل .
والمراءه قادة السياره او لا فهي الام والاخت والزوجه
لابد من احترامها واعطاءها حقوقها
اما وجود السائق فهو سيبقى حتى لو قادة لانه من الموضه والفشخره ..
مثل الخادمه نجد في اابيت زوجه وخمس بنات او زوجتين وفرقه من البنات والاولاد . لا فائده منهم ….. اذا
مافائدة قيادة المراءه …
علما انها حريه لكل شخص ….
سعودية وافتخر
10/05/2017 في 7:32 م[3] رابط التعليق
المقال جميل و واقعي وستثبت لكم المرأة السعودية انها يعتمد عليها.
غازي الحربي
10/05/2017 في 8:08 م[3] رابط التعليق
مقال رائع بوطلال كروعتك المعتادة.. قيادة المرأة في السعودية سوف تحل كثير من المشاكل وتفرج عن كثير من الكرب.. واليوم المجتمع تغيرت ثقافته عن السابق.. ووسائل الاتصال والخدمات والتقنيات تخدم الأمن والامان ومستخدم الطريق.. والمرأة الواثقة من نفسها لا يضرها سلوك الآخرين.. فقط يحتاج المجتمع قليل من الوقت ليتعود ويقبل الوضع.
أما وجهة النظر المعارضة انا متأكد حرصهم وغيرتهم سوف يكونوا أكثر الناس دفاعا عنها في حال تعرضت لمضايقة او مساعدة على الطريق.
وبالمناسبة اقترح يخصص يوم للمرأة للسياقة في جميع شوارع المملكة وتكون خاصة للنساء ماعدا سيارات الاسعاف والمطافي:)
ابوعبدالعزيز / مسفر
10/05/2017 في 11:50 م[3] رابط التعليق
رائع ماتطرقت له وقيادة.السياره حق للجميع وما أمر به ولي الامر حفظه الله ورعاه يحقق مصلحة البلاد وفق توجهات مدروسه حفظ الله وطننا من كل مكروه
رشا المحسن.
10/07/2017 في 9:27 م[3] رابط التعليق
نعيش في مجتمع أغلبه يعارض كل تغيير يطرأ يصدح بسلبياته قبل الإلتفات لإيجابياته وماهي إلا مسألة وقت ويصبح الأمر عادياً وروتيناً يومياً.
عارض دخولها المدارس واليوم هو يوصلها بنفسه ، عارض حملها للجوال واليوم يفاجئها بجوال جديد يستبدله بالقديم ويستبدل معه كل قناعاته السابقه ، لم يخلو منزل سعودي من اشرطة التحذير من البلوتوث والدش وما الى ذلك ،كله حدث في بداية التغيير ..
سمعت جدتي تردد يوماً ” يالله لا تغير علينا”
تمنيت حينها انها كانت تردد طوال تلك السنوات ” يامغير الاحوال غير حالنا الى أحسن حال” .
فقد تستاجاب دعوتها ويتغير الحال من حال حسن إلى أحسن منه ولأني أعي جيدا أن بالتغيير قد تنهض أمم فأنا في صفه غالباً .
وكي لاترمي بقناعتك عرض الحائط بعد عدة سنوات وتضحك على نفسك وأنت تفاجئ ابنتك بسياره وقد كنت يوماً تقف ضد والدتك وزوجتك واختك.
آمن بالتغيير وانظر للأمر من مختلف زواياه ولا تحتكره على سلبياته.
سعود العتيبي
10/07/2017 في 11:00 م[3] رابط التعليق
شكرا اختي رشا المحسن على مرورك وتعليقك، فقد كنا فعلا في حاجة لسماع صوت نسائي يتطرق للموضوع ليثبت للمعارضين ان المرأة السعودية قد المسؤولية وانها تملك افقا واسعا وعقلا راجحا لا يتأثر بكلام المحبطين الذين جعلونا اضحوكة امام العالم باطلاق النكات على المرأة السعودية وكأن الامر لا يعنيهم متجاهلين انها عرضهم وشرفهم وان الذي يمس سمعتها يمسنا جميعا.