نحتاج أحياناً – لكي نتخذ قراراً في علاقتنا بأحدهم – للجلوس على مائدة العقل واحتساء فنجان قسوةٍ خارج توقيت قلوبنا ، وهو شيء أشبه بمعادلةٍ رياضيةٍ نحسب فيها حجم ربحنا وخسارتنا في تلك العلاقة وما إذا كان الطرف الآخر يستحق أن نخسر لأجله !
علينا أن نطرح العديد من التساؤلات كتلك التي يمكنها أن تدفعنا للتخمين ما إذا كان هذا الطرف الآخر سوف يفكر بأن يخسر ليربحنا يوماً ما ، و ما إذا كان يملك رصيداً كافياً من الوفاء ليقف إلى صفّنا عندما يتعلّق الأمر بمُفترق طرق .
ليس الأشخاص وحدهم مهدّدون بـ بفنجان القسوة الذي أتحدّث عنه ، إنّما نحن بحاجة لمواعدة عقولنا خارج مُعطيات قلوبنا - التي تُعطي بين الحين و الآخر قراءات مغلوطة - و التفكير بجدّية في كل أمر من شأنه أن يعبث بدواخلنا من حيث لا نحتسب سواء كان هذا الأمر على مستوى العلاقات أو المعتقدات و التوجّهات و حتّى السياسات .
للأسف أخذ موعدٍ في مقهى القسوة ليس بالأمر اليسير وغالبا ً ما يكون بعد تلقينا عدد من خيبات الأمل التي كثيراً ما تكون دامية ، لكن لا بأس ..فأن تقف بإرادتك على مفترق طرق ، وتختار طريقاً تسلكه وإن كان وعراً ، أفضل بكثير من أن تستيقظ يوماً ما لتجد نفسك متروكاً بلا بوصلة بعد أن سمحت لهم أن يسلبوك كل الطرق ، فاستجمع قواك ، خذ قرارك ، واعلم أنّ قليلاً من الشجاعةِ يمكنه إيقاف النزف.
عبير الشلال
التعليقات 11
11 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
المواطن هو رجل الامن الاول
10/09/2017 في 1:48 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل ولكن يجب ان تكون المبادرة من الشخص نفسه بفعل ما يتمنى من الناس ان يفعلوه معه وذلك باتباع القاعدة الذهبية وهي ( عامل الناس بما تحب ان يعاملوك به) . واخير قال الشاعر الامام الشافعي :
اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا ……. فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ……وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا. فلا كل من تهواه يهواك قلبه …….ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ………فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله …….. ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها ……….صديق صدوق صادق الوعد منصفا
فارس بلا جواد
10/09/2017 في 8:43 ص[3] رابط التعليق
الله عليك الحقيقة المقال من الروعة بمكان بحيث لمس وجدان كل من مر بحالتك وكل من امتطى صهوة حصان فكره ليصل الى ما وصلتي له من قناعة لا يصل اليها عادة الإنسان الا بعد تجربة مريرة يكون قد تجاوز فيها مجال كل الحلول واسقط في يده.
المقال جميل جدا من ناحية السبك والتسلسل وترابط الجمل وايصال المعلومة باختصار وبكل وضوح، صراحة أعجبني كثيرا واشعر بانه قال ما في نفسي.
بالتوفيق والى الأمام.
زائر
10/09/2017 في 11:31 ص[3] رابط التعليق
اللهم عقولا رادعه تخرس احساسنا تجاه من لايستحق ..نحتاج لفنجان القسوة احيانامع هذا المقال الرائع الرادع
زائر
10/09/2017 في 11:45 ص[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
10/09/2017 في 11:45 ص[3] رابط التعليق
اليوم يقف الأدب احتراما للأدب
زائر
10/09/2017 في 11:13 م[3] رابط التعليق
ماشاءالله عليك
غير معروف
10/10/2017 في 1:14 ص[3] رابط التعليق
دائما رائعة ياصديقتي الصدوقة..وعلى قولتهم شهادتي فيك مجروحة…مقالك ولا اجمل فيه كمية قوة وطاقة ايجابية وتحدي …
زائر
10/10/2017 في 2:17 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة : لقد ابدعتي كثيرا بسلاسة الكلمات راقت لي كثيرا اتمنى انا ارى لك كتابا عما قريب موهبة تستحق الفرصة والدعم واخيرا وفقك الله ايتها الجميلة. نوف الجهني.
زائر
10/10/2017 في 9:13 ص[3] رابط التعليق
لافوض فوك مقال يلامس القلب قبل العقل
رشا المحسن.
10/10/2017 في 3:09 م[3] رابط التعليق
وماذا عن زبون دائم لذلك المقهى!
يطلب نفس الطلب وبنفس الكوب أيضاً يدفع ثمن فاتورته ” تأنيب ضمير ولوم ” ويرحل.
وفي كل مره يخبر النادل ..
انه اختار أن يكون بلا وجهه على أن يستيقظ بلا روح.
فاطمه العتيبي
10/18/2017 في 5:24 م[3] رابط التعليق
ما أجمل فنجان القسوة حين يُحادث عقلاً لم يستطع أن يتحكم بالقلبِ