الأفكار هي بذور الحلول والنجاح وبخاصة عندما يمكن تحويلها الى حلول للمشكلات التى تواجه الدول والمؤسسات سواء كانت قطاع عام او خاص ، نحن في حاجه ماسة الى أفكار وحلول لمواجهة مشكلات التعليم والصحة والاسكان وتطبيق الأنظمة ومشكلات الامن وفي مقدمتها الارهاب وصناعته وغيرها من المشكلات.
الأفكار والحلول الغير تقليدية التي تحتاجها الدول في بنى روى التقدم والتطوير ، هي نتاج العلماء والمفكرين الذين يقودون الدول والمجتمعات بأفكارهم وخططهم في كافة مناشط الحياة الى مستويات متقدمة ترضي طموح القيادة وتحقق رغبات المواطن ، فهم من يرى الأشياء بأفكارهم من زوايا الإبداع والتطوير لا زوايا البيروقراطية والجمود والاعتماد على الاخر ، وهم من يملى الكأس الفارغ بالافكار التطويرية الإبداعية .
في امريكا تقليد كان متبعاً يلتقى فيه الرئيس الأمريكى بكبار العلماء والمختصين ليستمع منهم لاقتراحات بحلول للمشكلات القومية الملحة بشكل دوري . وفى عام 1979 أحجم العلماء والمفكرون عن الحضور، لأن المشكلات بحسب تعليق أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة نيويورك البروف / كريستول، أصبحت بالغة التعقيد، وقول أستاذ الاقتصاد / جون كريس إن المفاهيم المتعارف عليها فى علم الاقتصاد أصبحت لا تساعد فى فهم ما يحدث عملياً فى الواقع، وفي ذلك الحين 1979 خرجت الواشنطن بوست وبعنوان " كاس الأفكار الفارغ " وقد استعرت هذا العنوان لمقالي اليوم.
استطاعت امريكا من خلال ترجمة أفكار العلماء على الواقع ان تتقدم على العالم في المجالات العلمية والبحثية والتقنية والاقتصاد مما انعكس على تفوقها العسكري والسياسي والصناعي ، من خلال اتاحة مبدأ الفرص المتكافئة بعيد عن المجاملات والمحسوبية من خلال اتاحة للفرصه للعقول المهاجرة نحو استحلاب الأفكار وملى الكأس بها فالمعيار لديهم الكفاءة.
السؤال الذي يطرح نفسه منهم الأشخاص الذين لديهم أفكار وحلول غير تقليدية ، قد يكون لم يتم الوصول اليهم كون بعض الدول تغلب عليها المحسوبية في اختيارالمستشاريين وما أكثرهم عندنا لا يكاد يخلو هيكل تنظيمي في اَي مؤسسة او جهة حكومية او أكاديمية من وجود ادارة او قسم باسم المستشاريين، لديهم مكاتب فخمة وقاعة اجتماعات كبيرة ومختار أثاثها بعانية ، ولكن النتائج لاشئ فإما ان يكونوا غير مؤهلين او غير مرغوب فيهم ، وبالتالي في هذه الحالة كاس الأفكار سيبقى فارغ.
اما الحالة الثانية , ان تكون المشكلات والقضايا الموجودة على السطح كبيرة ومعقدة ولكن يجب حسن اختيار العلماء و المستشاريين المتخصصين وفق كفاءتهم ولديهم الشجاعة بان يقولون لا نستطيع استشراف واستحضار المستقيل لهذه المشكلات الا من خلال إخضاعها للبحث العلمي الدقيق وفق زمن محدد وليس مطاط ، ويتفهم القائد والمسول حجم وكبر المشكلات من ناحية ورأي المفكرين والعلماء الموضوعي المبني على نقص المعلومات التي يتطلب الامر الوصول اليها من ناحية اخرى ، قبل إعطاء الرأي العلمي والمشورة لمتخذ القرار فالهدف الوصول الى أفكار وخيارات وبدائل تطويرية نستطيع ملى الكأس بالافكار المطلوبة .
في الختام .. متى ماتم الاقتناع بضرورة تفعيل التخطيط كونه يخاطب المستقبل ، فان الكأس سوف يمتلى بالافكار والخطط التي يمكن تطبيقها لتطوير الموارد البشريةوكذا المؤسسات للوصول الى منتجات تطمح لها القيادة ويحتاجها المواطن ، فالمواد الأولية لمخاطبة المستقبل لا تنقص مؤسساتنا سواء في القطاع العام او الخاص وإلحاق بدول كنّا في الماضي أفضل منهم ولنا في ماليزيا وكوريا الجنوبية خير دليل على ذلك
بقلم الدكتور فيصل بن معيض (الطموح)