الازمات في حدوثها متنوعة الأهداف والغايات وارى ان اغلب الازمات مفتعلة ولذلك نحن نعيش عصر يتسم بفن صناعة الازمات ، و لا يختلف الخبراء ان الازمات تستدعي في معالجتها أساليب متعددة ، وتمثل حكمة القيادة الركيزة الاساسية في ادارة وحل بعض الازمات ولعل ما يحدث في خليجنا الغالي في هذه الأيام آلت تتطلب تتدخل الحكماء>
ولنا في حكمة رسولنا (صلى الله عليه وسلم) و طريقتة الفريدة في إدارة الازمات الطريق والمنهج الصحيح ولعلي اذكر منها مايلي :-
1- حكمة (صلى الله عليه وسلم) في ادارة أزمة رفع الحجر الأسود قبل البعثة ، عندما اختصمت بُطُون وقبائل قريش وأوشكوا علي الاقتتال فامر (صلى الله عليه وسلم) باحضار ثوبا وأخذ الحجر ووضعه بيده ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم رفعوه جميعا ففعلوا حتي اذا بلغوا موضعه وضعه هو بيده الشريفة ثم بني عليه ، بهذا التفكير السليم والرأي الصائب حسم صلي الله عليه وسلم الخلاف بين قبائل مكة، وأرضاهم جميعا، وجنب بلده وقومه حربا كادت ان تقع .
2- واجه المسلمون بعد بعثة (صلى الله عليه وسلم) الكثير من الازمات المختلفة الاشكال ، بين تعذيب ، وحصار ، وبعد الهجرة مواجهات بين المسلمين والكفار قال تعالى ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجروتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) .
استطاع (صلى الله عليه وسلم) بحنكة وحكمة القائد الملهم الامساك بزمام هذه الصعاب والوصول بالمسلمين الي بر الأمان ، و كان لأسلوبه القيادي الفريد في معالجة الأمور، والاستفادة من الازمة ، والعمل علي عدم تكرارها وصو الى تحويل المحنه الى منحة.
الحكمة تختلف تماما عن والذكاء او التذاكي ،العالم يغص بالاذكياء الذين يحللون الامور بعقلانية دون ان يعرفوا جوهرها الحقيقي، في المقابل يحاول الحكماء ادراك ، المعنى الأعمق لما هو معلوم
فالحكمة لا تقتصر على المقدرة على تحلي المعلومات بطريقة منطقية ، بل ان المعرفة لا تتحول الى حكمة الا عندما كان هناك قدرة على استعابها وتطبيقها في سبيل اتخاذ القرارات الصائبة .
هناك مثل شايع يقول المعرفة تتكلم ، اما الحكمة فتصغي ، يتحلى الحكماء بنعمة الحكم الصائب على الامور، ويتمتعون بخصال الصدق، والذي يعني استعداد المرء للنطق بما تعنية حقيقة ، والمصداقية التي تعني ان يظهر للآخرين جوهره الحقيقي.
من خصال الحكماء التحلي بالتواضع ، ولذلك تجد لديهم الاستعدادبالاقرار بحدود معرفتهم وفي نفس الوقت يقبلون بواقع جهلهم لبعض الامور، مما يجعلهم أشد استعدادا لتقبل احتمال وقوعهم في الخطاء، الحكماء يمتلكون القدرة على النظر الى الامور بعين شمولية، فهم قادرون على وضع الامور في نصابها الصحيح والارتقاء فوق الاّراء الشخصية ومراقبة اَي وضع من زوايا عدة مختلفه ، مما يتيح لهم تفادي التفكير في الامور من منظار مبسط اما ابيض او اسود.
يتميز الأشخاص الحكماء بنفاذ بصيرتهم ومقدرتهم على استبطان الامور وتقبل الغموض، لديهم القدرة على التحكم في مشاعرهم السلبية، يستطيعون إظهار التعاطف والشفقة التي لايجيدها سواهم في الوصول الى حل الازمات وبخاصة اذا كانت الأزمة بين الاشقاء.
ازمة قطر مع دول الخليج تشكل تهديد للامن القومي العربي هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى على النسيج الاجتماعي القطري عندما ذهبت الحكمة وحصلت ردة الفعل الغير مدروسة في إسقاط الجنسية عن مجموعة كبيرة من الشعب القطري كونها عارضة حكومتها على افعالها، وتجنيس المطلوبين دوليا ومن يشكل تهديد على الشعب القطري خاصة والخليج بصفة عامه ، اضافة الى تجميد حسابات المعارضين من (ال ثاني ) واقتحام منازلهم .
ازمة لا يمكن ان تؤخذ بطريقة إشفاء الغل في الشعب ، او توزيع التهم او الاصطفاف من دون استخدام الحكمة في ادارتها ، فاول من سوف يشكل تهديد على القطريين من منح الجنسية وهو مطلوب في قضايا أمنية او سياسية في بلدة ، معنى هذا ان السلوك الاجرامي والدهاء السياسي كامن لدية ، وسوف يستخدمه متى ما سنحت له الفرصة فهل الآخوان في قطر مستعدين لذلك وغدا لناظرة قريب .
نحن في ظل العصر الرقمي وما نتج عنه من إعلام حديث كانت القنوات الفضائية اللبنة الاولى لهذا الاعلام وصولا الى شبكات التواصل الاجتماعي الواقع الذي نعيشه اليوم، لذلك يشكل اكتساب الحكمة تحديا كبير ، حيث نواجه صعوبة متزايدة نحو إيجاد الوقت ، والحيز الفكري ، الكافيين لبناء علاقات هادفه، او المشاركة في محادثات عميقه ، او التفكير المعمق ، او إظهار الوعي العاطفي ، وكلها عوامل ضرورية في السعي لاكتساب الحكمة ، وقد استغلت قناة الجزيرة الفجوة المفقودة لا شعال الازمات بالطريقة التي تفتت مجلس التعاون الخليجي .
تخبط القيادة القطرية في بناء علاقتها الاستراتيجية وتعسفها مع المخالف في الرأي من الشعب ، يتطلب على وجه التحديد تدخل و حكمة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان حفظه الله والذي يملك من مدرسة والده طيب الله ثراه ، وحكمته شخصيا في معالجة العديد من الازمات المحلية والدولية خبرات لايجهلها احد هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى مما تعلمه من معارف وعلوم فهو رجل السياسة والتاريخ وقبلها الدين ومن يعرف الملك سلمان يعرف تمرسه في هذه المجالات .
في الختام مشاهدة خادم الحرمين الملك سلمان مع الشيخ صباح في الرياض كونهما حكماء الخليج والوطن العربي والإسلامي ويحتاج حكمتهما قادة العالم ، هذا اللقاء ادخل علينا نحن الشعوب الخليجية السرور بان هذه الأزمة في طريقها للزوال ، فهم اكثر شخصين يحسون بالام ومعانات الشعب القطري خاصة وتداعيات الأزمة علية ، وبضرورة احتواء قيادة بلدهم وعبثها بالامن القومي الخليجي من خلال ارتماءها في احضان الفرس والعثمانيين ومعاقبة الشعب باسقاط الجنسية مع ان حق الرأي مكفول لكل مواطن وقناة الجزيرة المختطفة تطنطن بذلك ولكن لغير القطريين وتجنيس من يشكل خطر على قطر والخليج والسلام
بقلم الدكتور/ فيصل بن معيض (الطموح)
التعليقات 2
2 pings
زائر
10/23/2017 في 3:58 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
10/25/2017 في 8:59 ص[3] رابط التعليق
يسلم قلمك يادكتور فيصل مقاول يحتاج للقرأه أكثر من مره ويشد الأنتباه