المعرفة لا حدود لها والعقل البشري لن يتوقف عن التطور, طالما يستخدم قاعدة وعادة "اشحذ المنشار" في سن العقل بالمعرفة نحو ابتكار وتوفير الأُسس الضروريّة لدعم توسُّع الاستثمار, والتقليل من استخدام الموارد الطبيعية .
اليس هذا ما تعلمناه من روية المملكة 2030، ومشروع القدية العملاق ، ومشروع جزر البحر الأحمر ،وأخيرا مشروع نيوم والذكاء الاصطناعي ، هذه التحولات والنقلة الكبيرة في الاقتصاد الوطني نحو توفير سلة من الموارد الاقتصادية بدل من الاعتماد على مصدر واحد لاقتصاد وطننا الغالي اخذين في الاعتبار تحقيق مفهوم التنمية المستدامة .
السؤال الذي يطرح نفسه هل اوعيتنا الأكاديمية وبخاصة الجامعات استعدت لهذه التحولات الكبيرة في الوطن نحو اعداد راس المال البشري ، من خلال استحداث أقسام وتخصصات علمية متخصصة لإعداد العنصر البشري الوطني لدخول مشاريع وتحولات بلدنا باحترافية بدلا من الاعتماد على العنصر الأجنبي .
اعتقد ان جامعتنا مع كثرتها تعرف وتتابع ان هناك اقتصاد جديد يترسَّخ مع كل تطوَّر بوتيرة متسارعة وعلى نطاق واسع, وتتجلَّى خصائصه المستندة الى مبادئه الاستراتيجية من أجل مواجهة الاقتصاد الصناعي التقليدي, وهو اقتصاد المعرفة, أو الاقتصاد المبني على المعرفة.
تنوع مصادر الاقتصاد يتطلب ضرورة التحول إلى نظام جديد يعتمد على المعرفة، ويشكل رأس المال البشري والتميز مصدراً للتنافس في هذا النوع من الاقتصاد، فراس المال البشري من ينتج الأفكار والابتكارات التي تباع وتشترى, وتعد الأساس الذي يبنى عليه التطور والنجاح ، وبخاصة عند استخدام مصطلحين أساسيين, العولمة واقتصاد المعرفة.
إن ظهور اقتصاد المعرفة، أو ثورة تكنولوجیا الإنتاج أدى إلى تغیير مفاهیم علم الاقتصاد التقلیدي، كذلك تكريس مفاهیم قیمة السلعة التي كانت تتضمن مبادىء متعددة ومختلفة الآراء. وبعد أن كان يرتكز الاقتصاد على القوة البدنية والجهد ورأس المال أصبحت قيمة الشيء بالمعرفة, وهذا ماتركز علية روية المملكة 2030 والمشاريع العملاقة التي نطمح من خلالها تنوع اقتصادنا بعد ان بعتمد على مصدر واحد ( النفط).
إن هذا التغيُّر في القيمة من رأس المال المادي إلى رأس المال المعرفي وكلاهما لايمكن وجودهما دون اعداد راس مال بشري لدية مهارات التحول من خلال المزج بين النظري والتطبيقي ، وإعداد راس البشري يتطلب أوعية أكاديمية قادرة على استيعاب التغيير والتعامل به وتحويل كل مخاطره الى فرص.
العالم اليوم يتعامل مع صناعات معرفية تكون الأفكار منتجاتها, والبيانات موادها الأولية, والعقل البشري أداتها، حتى باتت المعرفة المكون الرئيس للنظام الاقتصادي والاجتماعي المعاصر, لذا لابد من التسلح بالمعرفة، والتوسع في بناء الفكر وإرساء قواعد التنمية البشرية الحديثة، حتى يصبح العنصر البشري السعودي هو الأساس في مشاريع تنوع الاقتصاد ، كذلك العمل على توفير بيئة تفاعليّة تشجّع على إنتاج المعرفة, ودعم انتشار ثقافة اجتماعيّة تُشجّع على الابتكار والإبداع، ودعم البحث والتطوير, وتأسيس وتطوير رأس المال البشريّ من خلال توفير الدول للمناخ المُساعد للمعرفة حتى تصبح أهمّ عنصر إنتاجيّ.
في الختام لا نريد تكرار اخطاء الماضي وبخاصة في التعريف بمصادر الدخل ، فنحن لانعرف عن المصدر الوحيد لا قتصادنا في السابق الا عبارة الذهب الأسود ، المفترض ان نظامنا التعلمية أعدنا خبراء في تقنيات تحديد أماكن وجوده، ثم تقنيات استخراجه وتقنيات تصفيته ،والصناعات التي تعتمدعليه ، برميل النفط يباع في الاسواق بحدود (55$) ويعاد تصديره لنا بالاف الدولارات والسبب الاقتصاد المعرفي الذي يعتمد على راس المال البشري فهل لدى جامعاتنا علم بذلك والسلام.