العالم يعيش عصر التغيير من خلال كمية المعلومات الكبيرة والمتدفقة بصورة لم تشهدها البشرية من قبل والقادم أكبر وأصعب، وكل ذلك نتيجة الأبحاث العلمية سواء كان ذلك في الجامعات او المختبرات العلمية المستقلة والتي أساس تطورها أسلوب ومنهجية التعليم، وقبل البدء لا يستطيع احد إنكار الحراك الذي تقوم به وزارة التعليم لتطوير التعليم في المملكة وتحقيق رؤية 2030، فالإنسان هو الهدف في نهاية المطاف وهو المحرك ومحاولات تطوير مهاراته ومعارفه لمواكبة سوق العمل وتحقيق الرفاه الاجتماعي تسير بالاتجاه المرسوم وذلك من خلال تضافر كافة الجهود الوطنية التي تصب في هذا الاتجاه. ولذلك سوف يركز هذا المقال على الثورة الصناعية الرابعة والتي أصبحت بيئة التعليم على اختلاف مستوياته الأداة لتفعيلها ولتحفيز الفكر على الخروج عن المألوف فالعالم مر بالثورات الصناعية الأربع التالية:
1. الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر عند اختراع العقل البشري المحركات البخارية، واستخدامها في الإنتاج الميكانيكي وتطوير وسائل النقل.
2. الثورة الصناعية الثانية إذا ذكرت يذكر (اديسون) واختراع واستخدام الكهرباء ومبدأ تقسيم العمل الذي وضعه مؤسس علم الاقتصاد «آدم سميث» والذي جاء معه الإنتاج الكثيف.
3. الثورة الصناعية الثالثة نشأت في منتصف القرن الماضي مع تطور مفهوم تكنولوجيا المعلومات وظهور الحاسب الآلي.
4. 2015م وظهور الثورة الصناعية الرابعة، والتي سوف يركز التحليل على استخدام الذكاء الصناعي والروبوتيكس، والنانو تكنولوجي، والتكنولوجيا الحيوية، والحوسبة الكمية quantum computing، وسلاسل الكتل blockchain، وانترنت الأشياء، وتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. وعوامل ومحركات الثورة الصناعية الرابعة، والاتجاهات الكبرى لها تتمثل في المظاهر الثلاثة التالية:
· المظهر المادي physical
· المظهر الرقمي digital
· المظهر البيولوجي biological
المظاهر الثلاثة السابقة لهذه الثورة سوف تنعكس على الواقع العملي، لخلق بيئة مستقبلية شديدة الاختلاف للمجتمعات البشرية قبل نهاية القرن الحالي، ومن صور الاختلاف
2 / 2
المرتقبة ما كشفت عنها التوقعات بحلول العام 2025 سيكون 10% من الملابس التى يرتديها البشر متصلة بشبكة الانترنت!!!! وأن إنسانا آليا (روبوت) يجسد الذكاء الصناعي المتطور قد يكون عضوا فاعلا في مجالس إدارات المؤسسات!!!!، وأن كبدا صناعيا باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد سوف يتم زرعه بنجاح في جسد مريض!!!! العالم الجديد سريع التغيير، ويتضح من خلال الاتي:
· لم يستغرق سوى عقد من الزمان حتى خرج الإنترنت من حوزة دول العالم الأول إلى كل أرجاء الأرض.
· استغرقت الثورة الصناعية الأولى (الأله البخارية) نحو 120 عاما حتى خرجت من أوروبا إلى بلدان أخرى.
· الفجوة بين دول العالم تضيق بمعدلات أسرع مما كانت عليه في القرنين الماضيين، ومن المتوقع أن تتلاشى تماما أي فجوة تكنولوجية.ولابد من ذكر بعض المخاطر التي قد تصاحب وتنتج عن الثورة الصناعية الرابعة، أهمها تحول الإنسانية إلى الآلية robotise humanity بما يترتب عليه ذلك من تداعيات اجتماعية. زيادة حجم البطالة وهذا يلقي بظلاله على مخرجات الجامعات لسوق العمل ولابد من إعادة النظر بما يواكب المرحلة ويستشرف المستقبل، تهديدها الصناعات التقليدية بصورتها القائمة فهل تختفي صناعات تحويلية مثل الغزل والنسيج، وصناعات ثقيلة مثل الحديد والصلب والألومنيوم والنحاس، وصناعات تعدينية واستخراجية تنتج خامات الأرض من الفوسفات والمنجنيز والنفط...؟ بالتأكيد لن تختفي وإن انخفض العائد على الاستثمار فيها، وخرج العديد من العاملين بها من الخدمة لأسباب اقتصادية وتمويلية. هذه طبيعة الأسواق وسننها في الاقتًصاد.
في الختام لا تنهض الأمم والدول الا من خلال رأس المال البشري والاستثمار فيه والسؤال الذي يطرح نفسه هل مدارسنا وجامعاتنا مستعدة لما يشهده العالم من تطورات وبخاصة الثورة الصناعية الرابعة واثرها المرتقب على كل من الاقتصاد، والتجارة والأمن، والهوية، والأخلاقيات، والآداب العامة، والروابط البشرية ، من خلال فكر تربوي علمي بحثي استباقي يحافظ على الثوابت ويبتعد عن ردات الفعل ويحفز على الابداع والابتكار، خاصة وان الجامعات في بداية تطبيق نظامها الجديد والذي يركز على استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهل المعلمين في المدارس قادرين على التناغم مع هذه المرحلة التطورية التي تقودها وزارة التعليم، ويمر بها العالم جميعه ،
بقلم د/ فيصل بن معيض ( الطموح)
التعليقات 1
1 pings
محمد المطيري
03/24/2018 في 5:19 ص[3] رابط التعليق
أحسنت وبارك الله فيك أستاذنا الفاضل الطموح.معلومات مهمة لتوعية وتعريف العامة بتاريخ الصناعات والتطور البشري في القرن العشرين .