في قلبي ألم وفي قلمي ألم فكلانا يشعر بألم صاحبه والألم اكبر من أن نتحمله، استجديه واسحبه بقوة ليكتب بعض الكلمات ويرفض وكأنه يقول لي لا تتعب نفسك فلن تحرك ساكنا.
أنظر الى الماضي فأرى عزة وطن وشموخ شعب، وأنظر الى الحاضر فيعتصر الألم قلبي فقافلة ثقافتنا تسير بنا الى الخلف، و أنظر الى المستقبل فأنتشي فطالما حلمت بمستقبل أرى فيه عالم مختلف يصبح فيه بلدي مضرب المثل في التقدم والإزدهار والإكتفاء الذاتي اقتصاديا وصناعيا، وهذا ليس بصعب المنال متى توفر الضمير الحي والنية الصادقة للتغيير الى الأفضل فالبلدان تبنى بسواعد شبابها المخلصين وحكمة كبارها الراشدين.
الإعلام العربي فقد مصداقيته ومات فيه الحس الديني والوطني والضمير الحي والعروبة والنخوة واصبح يلهث وراء المال ويدين بالولاء لمن يدفع اكثر ليجعل من الرؤوس اقداما ومن الأقدام رؤوسا فهذا غير مهم المهم ان تستمر الأموال بالتدفق، وبلا شك سينتقل اليكم ما اشعر به من الم بمجر الانتهاء من قراءة هذا المقال فغيرتكم ستثير قريحتكم فأنتم لستم اقل مني ولاء ولا وطنية.
حينما يكون الرأس الى اسفل والأقدام الى أعلى فلا تنتظر من الجسد ان يتقدم خطوة واحدة الى الأمام بل سيبقى يراوح مكانه وهذه ليست نكتة ولا فزورة بل هي لعبة كبيرة خطط لها بعناية اكبر منها ليبقى الجسد العربي محلك سر.
لست ادري كيف يقيس من يدعى الوطنية حب الوطن ممن لديهم القدرة والوسيلة للتأثير على العقول في سياق النهوض ببلدانهم وزرع حب الوطن في شباب الأمة ولا يحركون ساكنا، ويا ليت الأمر كذلك فقط بل اصبح شغلهم الشاغل جر شباب الأمة بكل الوسائل والمغريات الى الضياع ووضع العراقيل والصعوبات في طريق كل من يحاول أن ينير العقول.
هذا هو اعلامنا العربي مع صيحاته التي صدعت رؤوسنا بالتغني بحب الوطن الا أنه يفعل العكس تماما.
في كل عام بل يكاد يكون في كل يوم نفاجأ ببرنامج جديد عبر إعلامنا العربي يتناول ما يسمى بالمواهب، فتارة ستار اكادمي وتارة عرب ايدل وتارة اخرى ذا فويس وتقديم هذه البرامج بشكل جنوني وصرف الاموال عليها لجذب الشباب وغسل ادمغتهم وصرفهم عن التفكير فيما يفيد امتهم، وفوق ذلك اشهار الفائزين في تلك البرامج ومطاردة الاعلام لهم كنجوم وكأنهم اتوا بما ينقذ الأمة ويوقضها من سباتها.
بينما يتجاهل عن عمد وقصد شباب وشابات وصلوا مراحل عليا في التعليم واشتهروا في الغرب بإبداعاتهم واختراعاتهم المذهلة التي استقبلها الغرب بصدر رحب وعروض مغرية مما جعل هذه العقول تهاجر وتستغل من قبل اعداء الأمة ويستفيدون من خبراتهم واختراعاتهم في نهضة بلدانهم ونحن آخر من يعلم بهم وكأن الأمر لا يعنينا البتة فقط نسمع بهم من الإعلام الأجنبي.
لفت نظري براءات الإختراع المسجلة في مكتب براءات الإختراع الأمريكي لعام 2017 للدول العربية حيث حصلت السعودية على المركز الأول حسب عدد براءات الإختراع، رقم غير معقول في عام واحد ولدولة واحدة، هذا الرقم اصابني بصدمتين الأولي الرقم الكبير العدد لإختراعات السعوديين لدرجة لا يمكن للعين ان تخطئه الثانية والتي كانت محبطة اين اصحاب هذه الإختراعات في اعلامنا المحلي والعربي وكيف تم تجاهلهم بهذه الصورة التي تبدو مقصودة لما لا يسلط عليهم الضوء ويظهرهم للعلن فهم محل فخر واختراعاتهم ترفع الرأس.
عدد الإختراعات 664 اختراعا سعودي في عام واحد، تجاهلها إعلامنا وتجاهل أصحابها كمشاعل الشميمري مهندسة صواريخ وغيرها كثيرون ممن يفتخر الوطن بذكر اسمائهم في صفحة تاريخه، وسلط الضوء على ابو سن وابو جفين.
سعود العتيبي
التعليقات 14
14 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو عبدالعزيز
04/25/2018 في 1:26 ص[3] رابط التعليق
دائما مبدع ابو طلال
زائر
04/25/2018 في 12:07 م[3] رابط التعليق
كفيت ووفيت دأمآ ممتع حفظك الله ابا طلال
زائرمسفر ابو عبدالعزيز
04/25/2018 في 2:42 ص[3] رابط التعليق
نعم اتفق معك في كل ماذكرته وهذا هوبيت القصيد واختيار موضوعك مناسب وخصوصاً بعد حصول المخترع السعودي خالد عطيف على أفضل اختراع على مستوى العالم من جمهورية الصين وحصد الميداليه الذهبيه في معرض جنيف الدولي للمخترعين من بين اكثر من 900 مشارك و45 دوله اتمنى انا تقدر هذه الثروه
زائر
04/25/2018 في 3:31 ص[3] رابط التعليق
من القاىل روحوا النفس ساعه فان ملت كلت
انه الترفيه عن النفس تخيل انك تعمل ليل نهار
فحتما سيصيبك الرهاق والتعب ولا تقدر تؤدى اعمالك حتى جيوش العالم لديها برامج ترفيه عن الجنود ولو كانو يحاربون فى الجبهه انت لا تقدر ان تحبس الناس وكانهم فى زريبه حيوانات .ان من طبع بنى ادم من يتسلل الى قلبه الملل وحتما لن يبدع فى انتاجه الا ان كان صافى الفكر مرتاح الضمير
فارس بلا جواد
04/25/2018 في 1:39 م[3] رابط التعليق
صحيح كلامك اخي، لكن ما علاقة هذا بموضوعنا.
غرم الله
04/25/2018 في 4:46 ص[3] رابط التعليق
صدقت فيماقلت للاسف إعلامنا أصبح العوبه وغير مصداقيه ادفع اكثر نتكلم عنك اكثر
بارك الله فيك اخي ابا طلال…
زائر
04/25/2018 في 5:23 ص[3] رابط التعليق
يبدو ان هناك من يملك السلطه لكي يخفي ما يرفع صوت المملكة في كعقول وابراز ابو جركل وابو جفين فهو مكتفي بهم
زائر
04/25/2018 في 7:24 ص[3] رابط التعليق
رائع ياسعود :من الرؤوس أقداماً ومن الأقدام رؤوساً…..تجاهل المبدعين وإشهار ابوسن وابوجفين….وفيت وكفيت وياليت تصل لضمير حي⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘
ابو زايد
04/25/2018 في 2:39 م[3] رابط التعليق
اتمنى لك الصحه والعفو والعافيه والتوفيق دائما لك ولابداعاتك المقاليه الرائعه .
زائر
04/25/2018 في 7:32 م[3] رابط التعليق
هذا زمن الرويبضه فلا تستغربوا
زائر
04/26/2018 في 12:19 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل ابداعك ماله حدود في المعنى والمضمون
زائر
04/26/2018 في 5:58 ص[3] رابط التعليق
فعلا يجب إبراز ممن يستفيد منه المجتمع من خلال أفكاره النبوه واختراعاته القيمه وان تتجسد اختراعاتهم ارض الواقع والصاحب ساحب فَلَو ابرزنا وشجعنا وكرمنا المخترعين لصار في البلد الكثير الكثير من المبدعين شكرا ابو طلال مقال في الصميم
المواطن هو رجل الامن الاول
04/27/2018 في 10:14 ص[3] رابط التعليق
[ أنظر الى الماضي فأرى عزة وطن وشموخ شعب، وأنظر الى الحاضر فيعتصر الألم قلبي فقافلة ثقافتنا تسير بنا الى الخلف، و أنظر الى المستقبل فأنتشي فطالما حلمت بمستقبل أرى فيه عالم مختلف يصبح فيه بلدي مضرب المثل في التقدم والإزدهار والإكتفاء الذاتي اقتصاديا وصناعيا ] . أخي ابوطلال لو لم تكتب الا هذه الأسطر في مقالك الرائع لكفى .
فارس بلا جواد ( سعود العتيبي )
05/06/2018 في 9:13 ص[3] رابط التعليق
أخي المواطن هو رجل الأمن الاول
كم انا فخور بتعليقك واتمنى معرفتك شخصيا.
0502660900