السير والا الحقيبة خرج دكاترة، كان هذا سؤال طرحه أحد الزملاء في أحد القروبات.
في البداية دعنا نوضح ما هو السير فجميعنا يعرف الحقيبة المدرسية التي يحمل فيها الطالب كتبه وقد لا يعرف البعض ما هو السير لذا فالسير هو عبارة عن رباط على شكل حزام صغير من القماش او من المطاط المقوى يلفه الطالب حول كتبه ليسهل حملها بدل الحقيبة.
هذا السؤال لفت انتباهي لعدم وجود علاقة مباشرة بين السير او الحقيبة والحصول على شهادة الدكتوراة، فلا السير ولا الحقيبة خرجت دكاترة، فما هما الا وسيلة لجمع الكتب ليسهل حملها.
الفرق يكمن في العقلية فمن اراد ان يكون دكتورا اصبح دكتورا بجهده ومن لم تسعفه إرادته وعزمه اصبح كالحمار يحمل اسفارا قيمته في الحياة تكاد لا تتجاوز قيمة سيره الذي يربط به كتبه.
وبلا شك للمعلم فضل لا يجحده احد في تعليم ذلك الطالب وتنويره واطلاق ذلك المارد بداخله لينطلق الى الأمام باندفاع شديد يجعله يرى مستقبله المنير امام عينيه وان كان في خطوته الأولى فهو يعلم علم اليقين انه سيصل فلكل مجتهد نصيب.
الموضوع جدا مهم وليس بالسهولة التي يعتقدها البعض فأنت هنا لا تتحدث عن فرد في صورة الطالب فقط بل تتحدث عن صنع أمة يشار اليها بالبنان.
في رأيي المتواضع مسألة وصول الطالب الى مراحل عليا في دراسته يعتمد على عدة أمور:
1- ان يكون لدى ذلك الطالب هدف يسعى لتحقيقه
2- أن يكون هناك انسجام ومودة واخلاص بين الطالب ومعلمه بحيث تغيب الحواجز بينهما بشرط وجوب الاحترام المتبادل.
3- البيئة المناسبة فلابد أن تكون المدرسة مهيئة لتعطي ذلك المناخ الذي يدفع الطالب الى الأمام بما يرفع من معنوياته ويستثمر قدراته ويشجعه ويبرز ما يقوم به من انجازات فالمديح عامل مهم في التحفيز.
لحد الآن الكلام جميل لكن، أين نجد ذلك المعلم وذلك الطالب فقد اصبحت رؤيتهما في المجتمع الحاضر أحد الأمنيات التي نتمناها.
لقد اصبح الطالب يدفع الى المدرسة دفعا على غير رغبة فوسائل التواصل الإجتماعي جعلته مشغولا عما يفيد فيما لا يفيد، كذلك الأسرة تقف عاجزة عن تربيته وتوجيهه فكل ما يتلقاه من تعليمات من أهله مخالف لما يراه على أرض الواقع، فنحن نعلمهم الأمانة والصدق والاحترام وحينما يخالط المجتمع لا يجد الا الكذب وقلة الاحترام،
وليس المعلم بأحسن حالا من الطالب فقد اصبحت مهنة التعليم مجرد وظيفة لا صلة لها بالتعليم بالمعنى الحقيقي فليس مهما لدى المعلم ان يستفيد الطالب او ان يتعلم منه ما يفيده من علوم وعادات وتقاليد، فالمعلم نفسه فقد قدرته على تلقين هذه الأمور فهو ايضا يجهلها فسنه قريب من سن تلاميذه وكلهم في الهوى سوى همهم ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي من صراعات صرعتهم جميعا وصنعت منهم جيل اتكالي وغير مبالي حتى ادركه المشيب قبل تحقيق الأماني.
بقلم : سعود العتيبي
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
09/16/2018 في 9:42 ص[3] رابط التعليق
اذا تم التاسيس الصحيح في المرحلة الابتدائية تفتح له الابواب الحل لدى المدرس
زائر
09/16/2018 في 9:44 ص[3] رابط التعليق
لماذ لا يتم التعليق فعدد الزوار تجاوز ٣٠٠ بدون ردود
غرم الله
09/16/2018 في 10:56 ص[3] رابط التعليق
العنوان ملفت للنظر بحد ذاته
زائر
09/16/2018 في 8:12 م[3] رابط التعليق
كفيت ووفيت
زائر
09/21/2018 في 3:56 ص[3] رابط التعليق
المعلم هلك