القلوب كالقدور تغلي بما فيها و الألسنة مغاريفها تخرج منه حلو وحامض ،،،
في ملهاة خاشقجي غير المسلية لم نسمع إلا الحامض من أصحاب الألسنة النتنة والقلوب الحاقدة , فأرباب الأقلام الناقمة والأبواق الناعقة ملئوا الدنيا نقيقاً ونعيقاً ليرسخوا في نفوس العالم الكره للسعودية والسعوديين مستغلين الحادثة ومتباكين فيها ليس حباً في علي ولكن كرهًا لمعاوية ، فخاشقجي كشخص لا يعني لهم شيئَا فغيره كثير ولكنه جاء في وقت يوافق مصالحهم فاستغلوا الحادثة إلى أقصى مدى ، .في المقابل لم نسمع الحلو ولم نره وأن كان فهو على استحياء ولم يجار النعيق الذي نسمعه ونراه، ولتظهر العديد من التساؤلات التي لابد لها من إجابة .
لماذا انخفض صوت إعلامنا مقابل صوت الخصوم ؟
لماذا إعلامنا لم يواكب نهضتنا وإمكانياتنا ؟
لماذا لم يحقق إعلامنا ما نريده منه ؟
لماذا يبقى إعلامنا ويحاول أن يبقينا معه في حقبة عقدين سابقين من الزمان ؟
لماذا إعلامنا لازال يعتقد أن الإعلام ينحصر في بث المسلسلات و المهرجانات والبرامج الجدلية التي لا تسهم في توحيد نسيج المجتمع ولا تقرب وجهات النظر بين النقيضين ؟
لماذا إعلامنا يظهر الجانب السلبي ويخفي الجوانب الإيجابية الكثيرة في المجتمع ؟
هذه التساؤلات ليست بالجديدة ولكنها متداولة وملحة وبحاجة لإجابة .
رؤية 2030 ركزت على جميع الجوانب التي من شأنها أن ترقى بهذه الأرض لتكون في مصاف الدول المتقدمة وهذا ما أكده ولي العهد في كلمته الأخيرة فقال : ( حربي القادمة هي أن تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة ).
هذه الحرب تحتاج إلى إعلام قوي يواكب المرحلة ويسابق الزمن ولكي يتحقق ذلك لابد له أن يبدأ من حيث انتهى أساتذة الإعلام مبتعداً عن التقليد والنمطية .
إعلامنا الشبابي غير الرسمي ابتكر وسيلة إعلامية جديدة هي " الطقطقة " والتي يرى فيها البعض أنها وسيلة فعالة لفرض ما يراد أو لرفض مالا يرغب إلا أنها وسيلة وقتية سرعان ما تنسى مما يجعلها عديمة الجدوى على المدى الطويل لأنها تأتي كردة فعل ولأنها ساخرة أكثر من كونها وسيلة جادة نحتاجها في هذه المرحلة الدقيقة ، لا ينبغي أن نلغي مثل هذه الفكرة ، ولكن يجب الحصول على إعلام يغزو الساحة الإعلامية المحلية والعالمية بنفس سرعة إعلام " الطقطقة " ولكن بشكل جاد وموضوعي وأكثر مهنية ولابد أن يمتلك زمام المبادرة ويستشعر المسئولية بعرض وفرض الفكرة الوطنية بصوت عالٍ وصورة واضحة بلا تشويش .
نحن نحتاج لآلة إعلامية عملاقة تنتشل إنجازاتنا الجبارة من الدهاليز إلى السطح ومن الأدراج إلى الملأ .
نحتاج آلة إعلامية تفخر وتدافع عن كل ما هو سعودي من بشر وحجر وتوضح وجهة النظر وترسخها في الأذهان وتسحق كل ما هو ضدها نحن بحاجة لآلة إعلامية تستطيع أن تبني في عقول أبنائنا وبكل وضوح وصدق وتبلغ الرسالة بأن من لم يكن مع الوطن فهو ضده .
الكثير مقتنع أن العصر الحالي هو عصر الإعلام ، فالإعلام أسقط دول وتماسكت به أخرى وتسلحت به دويلات ، الإعلام آلة حربية ناعمة تأثيرها أشد فتكًا من الأسلحة فهو موجة للعقول يوجهها بحسب بوصلته يوقفها ويحركها ينشئها ويهدمها يوجدها و يلغيها ، الحقيقة من يملك هذه الآلة و يديرها باحترافية يستطيع أن يتحكم بمستقبل الأمم ويكسبها لجانبه .
السؤال المحوري والرئيس هو كيف يكون لنا إعلام قوي يناسب مفاتيح القوة التي تمتلكها السعودية ؟
إجابة هذا السؤال في الإجابة على الأسئلة الستة !!! .
بقلم / خالد بن مناحي المطيري
مدير كلية المجتمع بحفرالباطن ومرشد طلابي واخصائي اجتماعي اول
التعليقات 2
2 pings
زائر
10/30/2018 في 8:36 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل جدا…احسنت
زائر
10/31/2018 في 7:49 م[3] رابط التعليق
دائما عند حُسن الظن ياابو الوليد كلمات مختاره واسلوب راقي،بوركت.