كثيرٌ ممن سيقرأ هذه السطور من الذين في نفوسهم شيء على السعودية سيصفُني بالمطبل ذلك المصطلح السطحي الذي اخترعه ملتقى عزمي وأعوانه وردده من وراءه السذج وأنا أقول : والله لأن أكون مطبلاً لوطني أعز لي واشرف من أن اقتات على فتات الخونة . على كل حال فوطننا عظيم ومنزلته رفيعة ويستحق من أجله أن نصبر على الأذى فعلو المكانة ورفعة المنزلة ليست بالذنب ولكنها هبة من الخالق يهبها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء فهي نعمة من نعمه يتفضل بها على خلقه .
قدر العظماء أن يكونوا محط الأنظار فينظر لهم أندادهم الشرفاء بما يليق بمثلهم ويتعاملون معهم حسب ما تمليه المواقف من ندية أو إعجاب وما إلى ذلك ، وينظر إليهم من هم دونهم بنظرة الحقد والحسد والنقد الجارح الذي لا يؤثر بالعظماء قدر تأثيره السيئ بأصحابه .
حبا الله هذه الأرض العظمة في كل شي فأنعم عليها بقدسية المكان وهيبة الحكام وعظمة الشعب وأسبغ عليها نعمه ظاهرة و باطنة فلم تدخرها لنفسها وإنما استفاد منها الشرق والغرب إلى درجة أن غير أبنائها ظنوا أن لهم النصيب الأوفر من خيرات هذه الأرض متناسين أن لهم أوطانًا هي أولى بهم وهم أولى بها . مقدرات هذه الأرض لم تدخر لأشخاص دون غيرهم أو لفئة دون سواها بل استفاد منها وانتفع بها أبنائها وكل من وطأ هذا التراب . هناك دول كثيرة تمتلك من المقدرات و الإمكانات أكبر وأضخم مما لدينا ولكنها حُصرت بيد قلة قليلة ولم يُنتفع بها بل أصبحت عبئًا وعارًا على البشرية ، من هنا تتجلي عظمة السعودية وتعجبُ كلَ العجب وأنت ترى من يقارنها بغيرها فتكون المقارنة ظالمة إلى ابعد مدى فكما قال الشاعر :
ألم ترى أنَ السيفَ يَنقُصُ قدرَهُ ,,, إذا قيلَ أن السيفَ أمضى من العصا .
وكما أسلفت قدرُنَا أن كُتب لنا بأن نكون عظماء تتناوشُنا ألسنةُ الصغار فكلُ عمل جبار يبهر أنظار العالم يتحول في عين الحقد إلى لاشيء وكل ما يخرج منا من خير لغيرنا أو نعمة نتفيأ ظلها إلا كانت ناراً في صدورهم وهماً وغلاً بقلوبهم يخرجونه وهم لا يشعرون .
بالأمس القريب قامت السعودية بإعفاء الدول الأقل نمواً من ديون تقدر بستة مليارات دولار لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لشعوب تلك البلدان وقبل ذلك أنفقت عشرات المليارات وغيرها الكثير والكثير لمساعدة الأشقاء والأصدقاء لانتشالهم من كبواتهم وإقالة عثراتهم لتستقر الشعوب وتهنأ بالأمن والعيش الرغيد،المليارات الستة وما قبلها وما سيأتي بعدها ليست بالرقم الهين وهي جزء من خيراتنا ومقدراتنا ولكننا تعاملنا معها تعامل العظماء فأرسلناها وتجاوزنا بها الحدود في حين أن غيرنا لم تتجاوز نظرته هدب عينه وكأن لسان حالنا يقول :
وتعظم في عين الصغار صغارها ،،، وتصغر في عين العظيم العظائم
أي دولة تفعل هذا ؟ نعم لا يفعلها إلا العظماء ليفخر بها الأصدقاء وبغيظهم يموت الأعداء هذه المليارات الستة ليست الأولى ولن تكون الحلقة الأخيرة من حلقات الخير والعطاء هذه المليارات استفزت الحاقدين واستخرجت مكنون صدورهم وصاروا ينوحون نواح الثكلى ليس حرصًا على أموالنا بقدر ألم المرار الذي ذاقوه وهم يدعون حرصهم على مصلحتنا وكأننا لا نعرفها ولا نعرف ما يعانون .
السعودية دفعت المليارات الستة لتنمية الشعوب المحتاجة والنهوض بها والحاقدون فتحوا أفواههم للإساءة لكل ما هو سعودي . ولو افترضنا أن السعودية طالبت بسداد هذه المليارات ومن حقها ذلك هل كانوا سيقولون أن السعودية تطالب بحقها وبتحصيل مالها من ديون ؟ بالتأكيد وحتماً لا ستكون ردة فعلهم أن السعودية تسهم في الضغط على الشعوب والدول ليزدادوا فقراً ، ولكن السعودية قطعت عليهم الطريق وقالت :
أنامُ مِلئَ جفوني عن شوارِدِها ،،، ويسهرُ القومُ جراها ويختصمُ .
هذا هو شعارنا و شعار كل ما هو سعودي هذا شعار الوطن .
بقلم / ا. خالد مناحي المطيري
مدير كلية المجتمع بحفر الباطن
مرشد طلابي وأخصائي اجتماعي أول ومدرب تنمية بشرية
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
11/07/2018 في 9:34 ص[3] رابط التعليق
بوركت على جهودك وابداعك
مواطن
11/07/2018 في 12:24 م[3] رابط التعليق
عين الرضا عَن كُل عَيب كليلَة ولكنَ عينَ السخط تبدي المساويا
زائر
11/07/2018 في 1:29 م[3] رابط التعليق
رهييب
زائر
11/07/2018 في 1:30 م[3] رابط التعليق
صادق بكل كلمة قلتها .
زائر
11/07/2018 في 2:33 م[3] رابط التعليق
فعلًا كلام كليم
الزائر
11/07/2018 في 11:56 م[3] رابط التعليق
كلام راقي من شخصية راقية