دخلت العقوبات النفطيه على إيران حيز التنفيذ و خلال الأشهر القليلة القادمة ستضغط واشنطن بإتجاة صفرية الخيارات الإيرانية، خصوصا فيما يتعلق بقدرتها على بيع نفطها. ماذا قد يعني ذلك، وما هي احتمالات ردود الفعل الإيرانية حيال ذلك؟ وما هو دور السعودية في هذا الامر ؟
ثلاثة أسئلة بالغة الاهمية اذا حاولنا الإجابة عليها قد نستشرف مستقبل النظام الايراني ، لنبدأ بماذا يعني وصول صادرات النفط الإيرانية الى ( صفر ) ؟ يعني ببساطه كسر العمود الفقاري للاقتصاد الايراني و إجباره على سحب كل الاحتياطات النقديه لديه و مع صرف مستمر و عدم وجود مداخيل ماليه سينهار الاقتصاد الايراني المترنح اصلاً ، السؤال الثاني هل ستقف طهران موقف المتفرج ؟ طبعاً لا و ستحاول الالتفاف على الحظر باي وسيله و اول تلك الوسائل هي تصدير نفطها عبر جيرانها ، لنأخذ كل جار على حده ، العراق تحت المجهر الامريكي خصوصاً نفطياً وماليا حالياً و قد يتسرب بعض المال عبره لكن لن يستطيع تصدير قطره نفط ايرانيه عبر الميناء الوحيد ، باكستان لن تتعاون مع الإيرانيين بتركيبتها السياسيه الحاليه ، افغانستان ( لا نحتاج نشرح ) ، تركمانستان تطبق عليها واشنطن حظر ( منع استيراد القطن التركماني) ولا أظن انها ستتحمل مزيد من العقوبات ، اذربيجان زيارة سمو وزير الداخليه اليها قد نرى اثرها على زيادة خنق ايران ، بقي ارمينيا و تركيا ، ارمينيا لن تغامر بقضيه ايران الخاسره ، بقي اردوغان الذي يعيش اصلاً كارثة اقتصاديه و لديه سماح مؤقت لاستيراد النفط الايراني و يرزح تحت عقوبات امريكيه ضد صادراته من الحديد و الألمنيوم ( رفع التعرفات عليها ) و تاريخ اردوغان بالتلاعب بالنفط السوري عبر علاقة نظامه مع داعش معروفه لكن حتى اردوغان لن يستطيع استيعاب كل صادرات ايران و لا حتى نصفها ، بقي التهريب عبر ناقلات النفط وهذا ايقافه بالغ السهولة ، اذن نظرياً و تحليلياً ايران مقبله على كارثة لم تعرف مثلها في تاريخها الحديث ، فواشنطن تسعى بقوة الى صفرية الخيارات الايرانيه بمعنى إجبارها على الشروط الاثنى عشر التي أعلن عنها بومبيو ، اي تركيع نظام خامنائي ، ومن هذا كله ندرك بشكل تلقائي أهمية السعودية البالغه و الحساسه لكل العالم فبدون السعودية لن يستطيع العالم ( كل العالم ) السيطره على اسعار النفط بعد خروج كل النفط الايراني منه ، و سنفهم لماذا شنت بعض الدول الأوروبية و كندا و تركيا و الحزب الديموقراطي حملتهم ، لانهم يدركون انه بمجرد دخول العقوبات حيز التنفيذ و انعدام جدوى دعمهم لنظام خامنئي ، يصبح صوت الرياض هو الأعلى و يدها هي الأعلى و اي تحرش بها يعني رد فعل بالغ الضرر عليهم و بشكل مباشر ، و كتحصيل حاصل ستسقط كل أدوات ايران ( الحوثي و حزب الله و مليشيات الحشد الشعبي ) مما سيؤكد على محورية دور الرياض إقليمياً بشكل لا يقبل الشك .
( اللهم احفظ بلادنا قويه مهابه و احفظ ولاة امورنا و خذ بأيديهم الى كل خير ).
بقلم / سلمان الحميدي الشمري
التعليقات 3
3 pings
سعود العتيبي ( فارس بلا جواد )
11/18/2018 في 9:06 ص[3] رابط التعليق
تحليل جيد ومنطقي، أعجبني
زائر S
11/18/2018 في 11:53 ص[3] رابط التعليق
ايران الرافضية تحتاج الضربة قوية حتى تسقط كل الأقنعة الداخلية والخارجية المدافعة عن ايران بالسر
زائر
11/24/2018 في 5:42 م[3] رابط التعليق
ممتاز ابوتركي كلام عين الصواب