الدول عندما تهتم بالأسرة و تنشئ المدراس والجامعات وتبني المساجد وتوجد النوادي الأدبية والمؤسسات الإعلامية تهدف من ذلك بناء الانسان من خلال حواضن فكرية تنير عقل والفكر الانسان نحو المبادئ والقيم الصحيحة ، وتحصين الفكر الإنساني من الشبهات واستغلال (الدوغماتية) او الجمود الفكري في التطرف والتجنيد .
المملكة تولي بناء الانسان أهمية قصوى واولها البناء الفكري الصحيح المنطلق من وسطية واعتدال الدين الحنيف ، ثم بناء الانسان ليكون لبنة في جدار الوطن القوي نحو استخدام عقله فيما يعود على نفسه والوطن والإنسانية بالفائدة .
للاسف ان يكون في مجتمعنا شواذ من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، ونبذ الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة وابى الا امتطى الاراء الجامحة والرؤى المتطرفة، متجاوزاً بذلك ما جاء في في الكتاب والسنه من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء.
التطرف لا يُعِيرُ أيّ اهتمام لمخالفيه، ولو كانوا يُمَثلون إجماع الأمة ضد مجازفاته، مزكياً نفسه بأنه "الفرقة الناجية" من بين أهل الأرض بعد أن حكم عليهم جميعاً بالضلال والهلاك، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا قال الرجلُ هلك الناسُ فهو أهلكهُم، وهذا يشكل اخطر مهدد موجه للامن الفكري .
التطرف ومن يروج له لم يجد مكان وبيئة جاذبة في المملكة سواء من الدولة او المواطن الواعي لمخاطر الامن الفكري ، اما الوطن فأصبح يمتلك أهم وأقوى المنصات الفكرية العالمية لمكافحة التطرف. وملاحقة الفكر المتطرف في "تفاصيل أيديولوجيته" و التصدى لعدد من "شبهاته" و"مزاعمه" و"أخطائه الفادحة" في تأويل النصوص الشرعية والوقائع التاريخية، ويشهد بذلك العالم كله بل اغلب الدول المتقدمة بداءات في استنساخ التجربة السعودية في تفكيك التطرف والقضاء عليه.
روية 2030 ركزت في مبادئها على بناء الانسان السعودية فكريا وعلميا في ضوء الشريعة الاسلامية السمحة التي تدعو الى السعي في الارض باعتبار ذلك عبادة ، ومن هذا المنطلق فان الاستثمار في راس المال البشري هو الاستثمار الحقيقي من خلال تنوير عقله ليخدم الوطن والإنسانية قاطبة .
المملكة تشن حرباً قويةً على التطرف والإرهاب ومن هذا المنطلق أسست تحالفاً إسلامياً تاريخياً وتولت قيادته، وأصبحت عُضواً فاعلاً في تحالف محاربة "داعش". وإنشاءات المنصات الفكرية لتفكيك آيديولوجيته، وتركت للآخرين إيواء الارهابين والصرف عليهم بل تسخير الاعلام لهم للتهجم على المملكة خاصة ودول المنطقة عامه ، فالمحلل ومن يسبر الأغوار على قناعة بذلك.
لان تسمح المملكة ان تكون الشريعة الاسلامية محل نقد و تشكيك من متطرفين في الجانب الاخر ولن تسمح في التهجم على السنة النبوية وعلى ثوابتها وحجيتها، والطعن في رواتها من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، والمطالبة باستبعاد السنّة جملة وتفصيلاً من دائرة التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم فقط ، فمن حسن ووسطية الاسلام بان مصادر الشريعة عشرة اذكرها في الآتي :-
القران -السنه -الإجماع- الاجتهاد -القياس
والاستصحاب والمصالح المرسلة وشرع من قبلنا وقول صحابي وقول أهل المدينه
في الختام .... بناء الانسان السعودية وبخاصة من الحواضن الفكرية يعد هدفا استراتيجيا ، حتى يكون عنصر فعال لوطنه وللإنسانية وهذا ما تركز علية روية 2030 ، فالإمكانيات متوفره والإرادة موجودة والمرجيعية الدينية موجودة والسعي في الارض مطلوب ، وعمل بني ادام كله عباده ما دام انه يقصد في ذلك رضى الخالق ، والابتعاد عن هذا المنهج يوجد ارض خصبه للتطرف والإرهاب واستعداء الانسانية وانتهاك الحرمات.
كما ان الدول التي ابت الا ان تأوي الإرهابيين والصرف عليهم وتمجيدهم اعلاميا بل منحهم الجنسية أصبحت تعيش عزلة دولية غير مسبوقة ، ومقاطعة تأديبية من جيرانها وعمقها الاسترايجي ، وسخط شعبي غير مسبوق ، وأصبحت تصرف أموال شعبها على الفكر المليشاوي ، ولكن المحاسبة الدولية والإقليمية لمن يمتطي مثل هذه السياسات، والسلام .
بقلم . د فيصل معيض السميري