في عالم المعسكرين لعبت جزيرة صغيرة اسمها كوبا دوراً كبيراً وخطراً. كادت تتسبب في مواجهة أميركية - سوفياتية إبان أزمة الصواريخ الكوبية عام 1961. انتهت الأزمة بتسوية ضمنت سحب الصواريخ السوفياتية من كوبا في مقابل تعهد أميركا بعدم إسقاط نظام فيديل كاسترو.
بقيت كوبا على امتداد عقود شوكة في خاصرة العملاق الأميركي. وأدمن النظام الكوبي على مهمة إضرام النار في الرداء الأميركي ودعم الثورات والانتفاضات من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا.
وقع النظام القطري في إغراء الدور الكبير متكئ على «قناة الجزيرة» والعائدات النفطية وفكر الاخوان وسياسة اوردغان ، فذهب بعيداً وأفرط. و راودته أحيانا أحلام تتمثل القيام بدور الكبار اصحاب الأدوار التاريخية محليا وإقليما وعربيا وإسلامياً ودوليا ، هذه المغامرة ليست بسيطة لمن يعرف ركائز الأدوار التاريخية في الإقليم والأحجام الراسخة لبعض الدول.
مع اندلاع «الربيع العربي» ذهب النظام القطري أبعد في محاولة تغيير المنطقة. ظهرت بصمات هذا الدور جلية في ساحات متعددة. في مصر وليبيا وسوريا واليمن. وراهن هذا النظام بوضوح على الربيع الإخواني وتمسك بهذا الرهان حتى بعد اصطدامه بصخور الواقع في أكثر من مكان.
من ادورا النظام القطري وتهديداته للامن العربي الأسئلة التالية :• هل يحق لهذا النظام أن يستخدم القوة الناعمة لنيل من الدول التي كانت السبب في بقائه قبل وجود القواعد على ارضه ؟• هل يحق له تغليب فريق ليبي على آخر؟• هل يحق للنظام القطري تغليب فريق فلسطيني على آخر؟تحولت سياسة تدخلات النظام القطري المغلوب على امره من قبل الحمدين الى سياسة لزعزعة الاستقرار في المنطقة التي تشهد أيضا هجوماً إيرانياً واسعاً وطائفية غير مسبوقه.
النظام القطري يمارس أدوات النظام الكوبي في ستينيات القرن العشرين حيث يحاول في القرن 21 ان يكون شوكة في خاصرة المملكة العربية السعودية ، عملاق الخليج وواجهة العالم الاسلامي واحد ركائز الامن الدولي الأساسي ،
وظف مرتزقة الجزيرة الذين لايهمهم الا كم تدفع لنيل من قيادة المملكة فوقف اقطاب العالم الأساسيين امريكا وروسيا واروبا وقبلهم العرب وابطلوا تطبيل الجزيرة وتسريبات اوردغان ، وكشفوا حملتهم على السعودية التي لم تعر بلبلتهم اَي اهتمام القافلة تتقدم والكلاب تنبح .
دعم النظام القطري الفرس على التوسع وصفق لتواجده في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وأخيرا الدوحه دون ان يعي ان المملكة العربية السعودية بالمرصاد ، مثل ما شجع النظام الكوبي نظام الاتحاد السوفيتي السابق على التوسع دون ان يعي ان امريكا بالمرصاد.
وضع النظام القطري امكانته تحت تصرف المليشيات الحوثية التابعة لطهران وقت كان عضوا في التحالف ، وبخاصة الجانب المعلوماتي والدعم المالي والإعلامي ، وقد كشف التحالف للراي العام الجزء اليسير من خيانة هذا النظام .
دعم النظام القطري التنظيمات الإرهابية ، ووصل هذا الدور إلى حد التفرد في توفير منصة إعلامية لأشرطة أسامة بن لادن والظواهري والزرقاوي وغيرهم من قادة التنظيمات الإرهابية اخرها تقديم الإرهابي / محمد على الحوثي بمقال في الواشنطن بوست التي يتملك النظام القطري جزء كبير منها . وظف النظام القطري كل امكانته لزعزعة الامن في البحرين لكسب (ود الشريفة ايران) ، فلم يجد سواء التفاف الشعب البحريني حول قيادته وقد اثبتت الانتخابات التشريعية الاخيرة التي تمت في ٢٠١٨/١١/٢٣ ذلك حيث كانت نسبة المشاركة فيها اعلى نسبة على الإطلاق شهد بذلك العالم ومؤسسات المجتمع المدني العالمية .
في الختام ... تجاوزت الأدوار القذرة للنظام القطري قدرة جيرانه على الاحتمال. فلا يمكن ان يبقى عضواً طبيعياً في مجلس التعاون ويستمر في الوقت نفسه في لعب دور كوبا القديم.
ما يمارسة النظام القطري من سياسات حاليا كان يمارسها قبل المقاطعة في الخفاء ، وحاولت دول مجلس التعاون الصبر على هذا النظام ولكن دون نتيجة . مقاطعة النظام القطري من وجهة نظري الشخصية وان اقراء الأحداث قد تطول جدا ما دام هذا النظام لم يعد الى رشده ، ويمكن ان نقيس عليها مده مقاطعة امريكا للنظام الكًوبي .
الشعب القطري الشقيق سوف يضل في المكانة التي يستحقها خليجيا ، بين دول الخليج قيادات وشعوب فهو شعب مغلوب على امره من قبل نظام يتكئ على:-١- مرتزقة الجزيرة الذين اغلبهم فلسطينين ولَم يكن فيهم خير لقضيتهم ومن يقف الى جانبها وإنما ما يهمهم ما ينزل في الحسابات .
٢- قاعدة العديد الامريكية. ولَم نعد نسمع اخرجوا الكفار.٣- القاعدة التركية المسؤولة عن حماية النظام .٤- التوغل الإيراني في الدوحه لتوظيف المال القطري لصالح المليشيات الإيرانية .٥- المنبوذين من بلدانهم والمطاردين دوليا بزعامة يوسف القرضاوي
المقاطعة لهذا النظام كانت ضرورية حتى يعود الى دولة طبيعية ويمارس دوره الطبيعي بعيدا عن نظام الحمدين ، أي أن تشبه كوبا التي عادت إلى خريطتها بدل التعلق بكوبا فيديل كاسترو، التي كانت تضرم الحرائق داخل خرائط الآخرين........ والسلام ،،،،،
الدكتور / فيصل معيض السميري