كثيراً ما تتداعي لنا الذكريات ، فينفرط شريط الأيام عارضاً نجاحاتنا وزلاتنا ، وبين هذه وتلك لابد من دقائق محاسبة نقضيها مع أنفسنا ، معاتبين ومكافئين ، فالتعزيز له دور إيجابي في مواصلة النجاحات والعتب والمحاسبة إنما هو لنبش مواضع التقصير والخطأ وتصحيحها .
لكن قد تعبر بنا أمواج التقصير ، فنتخطى سواحل العتب لنرتمي في أحضان «جلد الذات» فلا نتواني في تعذيبها وتحطيمها لتغرق في بحر فقدان الثقه ،
جلد الذات هو الإستمرار في الإيذاء النفسي وإنزال العقاب بها بزيادة اللوم ، لإرتكابها سلوك خاطيء دون التأمل في أسباب الخطأ ، جراء الإحباطات الناتجة عن هزائم النفس بمعنى الهروب من الفشل ، وهو مرتبط بتحقير النفس بالخزي وليس الشعور بالذنب .
فالصحيح محاسبة الذات لا جلدها والتحلي بالصبر والهدوء في علاج أي مشكلة ، أترى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم استسلم في مهد الدعوة ، ولم يصبر عليها هل كانت ستصل دعوته إلينا ، فالإسلام إقتضى الحفاظ على النفس من إلحاق الضرر بها حتى أنه فرض لها كفارات بدنية كالصوم أو مبالغ مالية تدفع للفقراء كالطعام أو الكسوة لتجنب النفس من الإرهاق والمشقة ،، فالنفس الإنسانية ليست ملك لصاحبها فلا يجوز الإعتداء عليها بالجلد او غيره فلا ضرر ولا ضرار ، فالبعض يريد لحماسه الفوار وحلمه القوى يتحقق بيوم وليله ولكنه يغفل عن سنن الله الكونية .
الخلاصة في هذا :
هناك أمور تندم على قولها ..
وهوايات تود عدم ممارستها ..
وأحاديث وددت كتمانها ..
صراحة كان لابد من إخفاءها !!
فيجب أن نتوقف عن القلق عن جلد الذات ، ونقتنع أن كل ما يحدث هو من إرادة الله .
بقلم /حمود الخالدي
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
12/24/2018 في 8:20 م[3] رابط التعليق
شكرا على المقال الجميل اخوي استاذ حمود
اخوك محمد الخرفشي
محمد الخرفشي
12/24/2018 في 8:21 م[3] رابط التعليق
شكرا اخوي استاذ حمود على المقال الجميل
محمد الخرفشي
زائر
12/24/2018 في 8:30 م[3] رابط التعليق
كلام رائع استاذ حمود ،، بس المشكله ان الاكثر يعالج الخطاء بالخطاء
زائر
12/24/2018 في 8:31 م[3] رابط التعليق
مقال جميل وجذاب
ابدعت يا ابو رومي
زائر
12/24/2018 في 8:33 م[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافية الصراحة مقالة رائع استمر بالابداع
زائر
12/24/2018 في 8:40 م[3] رابط التعليق
ابداع بارك الله فيك
زائر
12/24/2018 في 8:44 م[3] رابط التعليق
مبدع لاشك ومقاله اكثر من رائعه نتطلع للمزيد من مقالاتك الجميله والجريئة في طرح الافكار
زائر
12/24/2018 في 9:02 م[3] رابط التعليق
الله يسعدك يارب
زائر
12/24/2018 في 9:44 م[3] رابط التعليق
نعم ، انه مقال في غاية الجمال واهنئك على اختيار الكليمات وهذا دلالة على فصاحت لسانك
زائر
12/24/2018 في 10:32 م[3] رابط التعليق
لافض فوك وسلمت يمينك يابورومي كلام صحيح وعين الصواب ماخطت به اناملك استمر بارك الله بك
زائر
12/25/2018 في 12:12 ص[3] رابط التعليق
الله يجزاك خير على المقال محتاجين احد يتكلم على العامل النفسي والشعور بالواقع
نايف الشمري
03/05/2019 في 11:04 ص[3] رابط التعليق
موضوع اكثر من رائع
اسمتر
شكراً لك