التعليم اساس تقدم الامم والدول وصانع رفاهية الشعوب والجهل اساس التخلف وصانع الفقر ومزرعة الاجرام .
ارتقت الدول المتقدمة بسبب الاستثمار في التعليم المنتج للإبداع والمهارات ، وأسست لتعليم يستطيع مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ، فتنوعت مصادرها دخلها وأصبح لديها الشركات العملاقة التي تعتمد على العقول حتى فاق راس مال الواحدة منها التريليون دولار(شركة ابل) وكل ذلك ناتج عن الاستثمار في التعليم الذي نهض بالدولة ونوع مصادر دخلها .
انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية وضربت بالقنابل الذرية ولكنها انتقمت من العالم بالتعليم والتقنية ومحاربة الفساد والبحث عن القيادات لا تصفيتهم ، فتحقق لها اقتصاد فاق في قدرته وقوته ناتج بعض الدول المتقدمة التي تتفوق عليها في المساحة وعدد السكان والجامعات وكان ذلك بتركيزها على العنصر البشري ونظرية z وقبلهاTQM.
لدينا في المملكة روية 2030 والتي تركز على التعليم كمحور أساسي في التحول من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للاقتصاد الوطني الى تنويع مصادر الدخل من خلال الاستثمار في العقول وإيجاد تعليم متميز ومتفرد في منطقة الشرق الأوسط .
ولكن لدينا حالة عدم الرضا عن واقعنا التعليمي الحالي وبخاصة في المراحل الاولى منه ، فالابتدائي يعد الأساس في تشكيل الفكر وتحريك الإبداع ، فكلما استثمر في هذه المرحلة كلما انعكس على المراحل التي بعدها . هناك عدة أسئلة تطرح بشكل مستمر دون اجابة منها :-
• هل هناك مرونة في ادخال اَي مادة علمية في اَي وقت مثل مادة الإنجليزي ومادة عن التقنية ؟
• هل هناك إمكانية في ادخال بعض المفردات باللغة الانجليزية في المواد الاخرى ؟
• هل هناك برنامج للتطوير أعضاء هيئة التدريس في هذه المرحلة ؟
• هل هناك ورش عمل خاصة بهذه المرحلة المهمة في حياة النشى؟
هذه الأسئلة وغيرها تطرح ضرورة وجود هيئة مستقله لتقييم وتقويم التعليم في المرحلة الابتدائية لها القدرة على توجيهها الى الطريق الصحيح ، ثم هيئة اخرى للتعليم المتوسط ، وهيئة للتعليم الثانوي اهم مرتكزات هذه الهيئات تطوير المحتوى التعليمي لكل مرحلة في ظل الحفاظ على الثوابت والقيم الاساسية وكذا تطوير قدرات المعلمين في هذه المراحل .
الموتمرات والملتقيات وورش العمل التي تعقد في وطننا وما أكثرها ، مهما كانت المفترض ان يكون اغلب الحضور من التعليم مدرسين وطلاب ومجانا من باب المسؤلية الاجتماعية ، ويطلب ممن حضورا هذه المناشط إعطاء ايجاز لمن لم يحضر هذا الإيجاز يكون من ضمن المقررات التي يعطى عليها الطالب درجات بلادنا تسخر بالمناشط في كل الاتجاهات في الجامعات والمؤسسات الحكومية والشركات ولا يكاد يمر أسبوع الا ولدينا فعالية ، ولكن لا ينعكس هذا على التعليم لان الحضور قد يكون شبه معدوم تماما ، حتى المناقشات الخاصة بالرسائل والأطروحات المفترض ان تبلغ كل جهة ادارة التعليم في المنطقة وكذا طلاب الجامعات لحضورها وإعداد تقرير عنها في حدود صفحتين تتضمن الايجابيات ووالسلبيات.
في الختام ..... الاستثمار في العقول اساس تقدم الدول والتعليم الأساس في نقل التفكير من التفكير الايدلوجي والنظري الذي يعتمد على الكم لا الكيف الى التفكير العلمي التطبيقي و الإبداعي والابتكاري ومعرفة متطلبات العصر الحاضر واستشراف المستقبل والأساس في ذلك المعلم والمحتوى.
روية 2030 بقي عليها تقريبا 11 عام هذا الزمن قادر على تكوين جيل طموح يبتكر افاق استثمارية تفوق كثيرا مايوجد في باطن الارض ، الشركات العالمية العملاقه والتي ارباحها احدها السنوية تزيد على 330 مليار دولار ، لا تعتمد سوى على العقول المبدعة القادرة على صناعة المحتوى التقني وتطبيقاته باحترافيه عالية يلبي أذوق وحاجات العملاء والمستفيدين .
طموحات معالي وزير التعليم الجديد د / حمد ال الشيخ والتي أحللها من قراتي لسيرته الذاتية حيث ليس لي سابق معرفه به ، تظهر بان لدية صورة واضحة عن منطلقات التعليم في الدول المتقدمة وعوامل نجاحه الاساسية وعلاقته التعليم بكافة المؤسسات الحكومية والشركات والاقتصاد الوطني ، وقبلها الامن الوطني بتفريعاته المتعددة في كل الاتجاهات الصحية والزراعية والفكرية والغذائية والتقنية والعلمية والعسكرية وتحسين مستوى الطبقة الدنيا في الدولة ورفعها الى الطبقه الوسطى التي تعد الأساس في استقرار الدول وتطورها وغيرها فالقدرة اشمل من القوة.
ولذا انصح معالي الوزير في التركيز على بناء جيل جديد من خلال محتوى يتفق مع قيمنا وثوابتنا ، جيل يقود في أفكاره وإبداعاته الاقتصاد الوطني كما حددته روية 2030 .
اعطاء الجامعات الاستقلالية في اتخاذ القرار والتطوير والبحوث العملية القالبة للتطبيق لاستقبال هذا الجيل بادوات تختلف عن الأدوات الحالية.
هناء سوف تظهر بصمتك يامعالي الوزير بلا شك وينسب لك ترجمة توجهات القيادة ويذكرك التاريخ في صناعة اجيال المستقبل التي لا تؤمن بالأيديولوجيا والعنصرية والمناطقية والطائفية ولا بالتركيز على مصدر واحد للاقتصاد ، وإنما ايمانها في الوسطية والاعتدال كما علمنا رسولنا وقدوتنا محمد (صلى الله عليه وسلم) و بالإبداع والابتكار وتعدد وتنوع مصادر اقتصادنا الوطني فنحن ادراء بشؤون دنيانا ، والسلام .
بقلم / د- فيصل معيض السميري