أشد الأزمات النفسية التي مررت بها هي أزمة حب الكمال والبحث دوماً عما يكملني فلا أرضى بالنقص مخالفاً تلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها..
أتعبني ذلك الشعور فقررت أن أكتب لكل شخص يعاني...
البحث عن الكمال يفقدك لذة الحياة فتكون عينيك دوماً تتجه للنقص الموجود ولا ترى الجانب المشرق والرائع في علاقاتك وفي عملك وحتى في نفسك..
كما يقال إن أهدي لك وردة لم يلفت نظرك إلا أن غصنها المليء بالاشواك..
النقص جمال فنقص الطفل براءة ونقص المرأة أنوثة ونقص الرجل رجولة ولكل شيء إذا ما تم نقصان...
فلا تتعب من حولك بالبحث عن الكمال فلا شخص يكمل إرضى بالنقص ولا تكن في كل الامور معاتباً...
إن اردت ان تكون سعيد فلا يعميك العيب البسيط عن الصواب فلا شخصٌ يكمل ولا عمل يكمل ولا حياةٌ تكمل الكمال لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلموكل ماسواهما ناقص.
لو تأملت فيمن حولك سترى الكمال عزيز فمنا من يكون ناجحاً تجارياً ولكنه فاشل إجتماعياً ومن يكون ناجح علمياً ولكنه فاشل عملياً وهكذا ولله في خلقهِ شؤون.
لذلك لا تبحث عن الكمال في كل شيء ولكن كن متزنً في أشياءك.
الباحثون عن الكمال يدورون في حلقة مفرغة لا وجود لمبتغاهم ولا يرون إلا النصف الفارغ من الكأس ولا يروي ضمأهم النصف الممتلئ.
في يوم من الأيام دعاني صديق عزيز في بيته فإذا هو بيت جميل لا تمل عينيك من التأمل في تحفه الجميلة وفي تصميمه الرائع وعند وصولي لغرفة الجلوس لفت نظري باب الغرفة لم يكون مصبوغاً فقلت في خاطري “كل هالجمال وعاجز عن الباب” فإذا بصوته يقطع حبل أفكاري وتأملي.
فقال: أن تركت هذا الباب بهذا الشكل كي أربي نفسي فقد أتعبني شعور البحث عن الكمال.
كانت كلماته تتوجه إلى قلبي قبل مسامعي وكأنه يقصدني بكلامه..
أنا لا أقول لك تخلى عن طموحك أو أبرر لك الفشل بل أنا أقصد أجعل عندك مساحة للخطأ فلا توبخ طفلك لأنه سكب الشاي على السجاد أو تلم نفسك علىخطأ أنت لم تقصده أو تؤذي الأخرين بإنتقادك فلكل جوادٍ كبوة.
لذلك أستمتع بنقصك الفطري ولا تحاول تبحث عن الكمال العزيز فتغدوا حياتك كئيبة.
أحمد النحيت
Ahmdalnheet@
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
المواطن هو رجل الامن الاول
07/08/2019 في 11:00 ص[3] رابط التعليق
أخي أحمد تشكر على هذا المقال الرائع . الكمال لله سبحانك وتعالى فعلى الانسان ان يرضى بما قسمه الله له ويستفيد بالجانب الإيجابي من ذلك ويشكر الله على ما أعطاه من خير . ( بورك من جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ ) .
زائر
07/08/2019 في 10:25 م[3] رابط التعليق
قلم جميل اسلوب رائع موضوع اروع
زائر
07/12/2019 في 2:16 م[3] رابط التعليق
التعليق
محمد بن ممدوح الشمري
07/12/2019 في 2:23 م[3] رابط التعليق
أشكرك من أعماق قلبي يأخي العزيز أبو أصيل كفيت و وفيت ولعل في هذا المقال الجميل تنبيه لمن يشق على لنفسه للحصول على كل شيء مأله الى الزوال
كلام جميل الله يوفقك ويسعدك
07/12/2019 في 3:24 م[3] رابط التعليق
التعليق
..
07/12/2019 في 4:33 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك اخي أحمد على هذا المقال المثمر في كلماته الواضحه أهدافه جعله الله لك علماً ينتقع به
زائر
07/23/2019 في 2:22 م[3] رابط التعليق
جميل جدا . خير ما قلت استمتع بالحياة وعش مرتاح البال كما أنت ،، بالتوفيق لك