لطالما ارتبط هذا المصطلح ببعض رموز الأنظمة العربية التي اتخذت منه ستاراً لتمرير الكثير من ايدلوجياتها وتوجهاتها التي مالبثت ان انكشفت بمرور الوقت ، ذلك المصطلح الذي دغدغ مشاعر كثير من الشعوب العربية المغلوبة على امرها وغيب عقولهم لعدة عقود من الزمان حتى ظهر المحجوب و انكشف المستور وأدرك العاقل والجاهل على حدٍ سواء أنهم كانوا ضحية كذبة كبرى تديرها قوىً عظمى حققت مكاسبها بترديد مغيبي العقول لذلك الوهم الكبير .
و بغض النظر عن قبول او رفض مصطلح الممانعة استذكرتها بعد سماعي ومشاهدتي للدعوات الحديثة للممانعة المجتمعية والتي هدفها الوقوف في وجه الافكار المستجدة والداعية إلى الابتذال والتحرر من كل القيم والفضائل التي نشأ عليها مجتمعنا وبها اكتسب خصوصيته بين المجتمعات الأخرى دعوة الممانعة هذه هي الدعوة الصادقة القائمة على المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل وليست كالممانعة التي أشرت إليها آنفاً التي ارتكزت على القومية والحزبية فتهاوت وانكشفت سوأتها .
ممانعتنا هي وقوف مع الخير في وجه الشر وهي تعزيز للفضيلة وغرس القيم هي دعوةٌ تعتمد على الخُلق الاسلامي هدفها زرع الثقة في نفوس النشئ الذين طالما حاول الآخرون تحطيم ثقتهم بأنفسهم من خلال ضرب ثوابتهم وتشويه قدواتهم وتقزيم كبارهم ، وهذا الوقوف لا يعني مجابهة الاخر بقسوة ولا يعني إقصائه وابعاده ونبذه فنحن أبناء مجتمع وشركاء وطن وإن اختلف التوجه ولكن ممانعتنا تعني ( بنفسك فابدأ ) وذلك بصنع القدوة الحسنة للأبناء والمحيطين بنا من خلال التمسك بالفضائل والبعد كل البعد عن كل ما يخدش الدين والحياء او يشق اللُحمة الوطنية .
المخالفون لنا يودون لو سيطر علينا الغضب واخرجناه بصورة عنيفة ليستَعدوا علينا الصديق قبل العدو ولكن مبدأ القدوة الحسنة يقول : ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) هذا هو منطلق ممانعتنا الذي سيجلب النصر ويهزم الخصم ويحقق الهدف .
ختاماً .. لكي تمانع وتُغير اغرس قيمة .
كتبه: خالد مناحي المطيري
مساعد المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام بجامعة حفر الباطن
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
10/21/2019 في 8:46 ص[3] رابط التعليق
مبدع☘️
زائر
10/21/2019 في 9:39 ص[3] رابط التعليق
مبدع يادكتور خالد كعادتك .. فكر راقي وطرح جميل
فراج الظفيري
10/21/2019 في 9:40 ص[3] رابط التعليق
مبدع يادكتور خالد .. مقال جداً جميل كجمال شخصك
زائر
10/21/2019 في 9:53 ص[3] رابط التعليق
مبدع كما عودتنا دائما في طرحك الرائع
زائر
10/22/2019 في 1:33 ص[3] رابط التعليق
شكرا لك ، وانا أُحبذ المباشره بالطرح .