لم اكتب هذا القصة، بل اعجبتني وأحببت ان اشاركها معكم فالقصة جميلة وستغير بعض المفاهيم عند البعض، وقد تعمدت تركتها بلا عنوان لأعطيك الفرصة لتختار العنوان الذي تراه مناسبا حسب رؤيتك وتأثير القصة عليك.
وقفت معلمة الصف الخامس ذات يوم وألقت على التلاميذ جملة: إنني أحبكم جميعا وهي تستثني في نفسها تلميذ يدعى تيدي فملابسه دائماً شديدة الإتساخ ومستواه الدراسي متدن جدا ومنطوي على نفسه.
هذا الحكم الجائر منها كان بناء على ما لاحظته خلال العام فهو لا يلعب مع الأطفال وملابسه متسخة ودائما يحتاج إلى الحمام، انه كئيب لدرجة أنها كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر
وتضع عليها علامات إكس. بخط عريض وتكتب عبارة راسب في الأعلى
ذات يوم طلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ وبينما كانت تراجع ملف تيدي فوجئت بشيء ما !
لقد كتب عنه معلم الصف الأول: تيدي طفل ذكي موهوب يؤدي عمله بعناية و بطريقة منظمة.
ومعلم الصف الثاني: تيدي تلميذ نجيب و محبوب لدى زملائه و لكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان.
أما معلم الصف الثالث فقد كتب: لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه لقد بذل أقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتما به وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات.
بينما كتب معلم الصف الرابع: تيدي تلميذ منطو على نفسه لا يبدي الرغبة في الدراسة وليس لديه أصدقاء و ينام أثناء الدرس.
هنا أدركت المعلمه تومسون المشكلة و شعرت بالخجل من نفسها، وقد تأزم موقفها عندما أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة ما عدا الطالب تيدي كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقاله.
تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي وضحك التلاميذ على هديته وهي عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار و قارورة عطر ليس فيها إلا الربع، ولكن كف التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وارتدت العقد ووضعت شيئا من ذلك العطر على ملابسها، ويومها لم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله مباشرة، بل انتظر ليقابلها وقال: إن رائحتك اليوم مثل رائحة وامي.
عندها انفجرت المعلمه بالبكاء لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة.
منذ ذلك اليوم أولت اهتماما خاصا به وبدأ عقله يستعيد نشاطه و بنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزا في الفصل ثم وجدت السيده مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي كتب بها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته فردت عليه أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة.
بعد عدة سنوات فوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم ابنك تيدي، فحضرت وهي ترتدي ذات العقد وتفوح منها رائحة ذات العطر
هل تعلم من هو تيدي الآن ؟
تيدي ستودارد هو أشهر طبيب بالعالم ومالك مركز( ستودارد) لعلاج السرطان
.. ترى.. كم طفل دمرته مدارسنا بسبب سوء التعامل؟
سعود العتيبي
التعليقات 2
2 pings
زائر
03/10/2020 في 3:06 م[3] رابط التعليق
احسنت مقال رائع وقصة مفيدة جدا .
جزاك الله خير
نعم المعامله الحسنه هي التي تنمي المواهب وتنتج المبتكرين والمفكرين والعباقره .
(الدين المعامله ).
ياسين عبدالله
03/12/2020 في 7:34 ص[3] رابط التعليق
الحكم المسبق وعدم معرفة ظروف تيدي ادت الى جعل المعلمة انسانة بلا انسانية فالانسان يجب ان يقدر ظروف الاخر وان يقدم له الاعذار والمساعدة ان احتاج شكرا اخ سعود على مشارتكتك قصة اثرت في نفوسنا وقدمت لنا معنى انساني.