في البداية ومن خلال الرجوع الى الدراسات عن تاريخ الأوبئة وكيفة التعامل معها وما تمثله من خطر على الدول والبشر ،أشير الى ان انتشار عدوى الأوبئة الفيروسية مثّلت معضلة كبرى للمجتمعات البشرية عبر التاريخ. وهي بأنواعها وأجيالها قضت على أعداد بشرية هائلة في الحقب المختلفة، متفوقة على الحروب والاستعمار في أعداد الضحايا. وحتى وقت قريب، لم يمتلك الأفراد والمجتمعات في مواجهتها سوى قليل جدا من الأدوات البدائية لمواجهتها وكانت وما زالت تمثل كوارث بشرية واقتصادية عند حدوثها .
بالرجوع للدراسات والأبحاث العلمية فان التعامل مع المخاطر والأزمات ومنها الأوبئة يركز على جانبين :-
أولًا: الجانب السلبي وتأثيراته وفق حجم وقوة الأزمة للتصدي لها ومحاولة تقليص الآثار والحد من استمرار صعود منحى الأزمة أو الكارثة ثم البدء في اعادة المنحنى الى أسفل تمهيدًا للإعلان للسيطرة عليها .
ثانيا:- أما الجانب الإيجابي والإنساني تتباين الدول والقيادات في التعامل معه ولذلك من ايجابيات الأزمات والكوارث ظهور القيادات التي تتخذ القرارات الاستراتيجية مهما كانت التكلفة فهي لا شئ أمام ارضاء الله سبحانه ثم توفير الرعاية الكريمة للإنسان مواطنًا أو مقيم .
جائحة كورونا (COVID -19) التي هزت العالم صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ، وتجلى ذلك في اتخاذ كل دولة القرارات التي تحمى شعبها والمقيمين على إقليمها من هذه الجائحة .
السعودية أذهلت العالم تحركات القيادة العليا لمواجهة هذه الجائحة وهي تتحرك في عدة اتجاهات صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وإنسانيًا لمواجهة جائحة كورونا باعتبار صحة المواطن ومن يقيم معهم على ترابها خط احمر ولا بد ان يحظى الجميع بالرعاية الصحية دون النظر للهوية .
إدارة الأزمة جائحة كورونا (COVID-19) بمنهجية أذهلت دول العالم اساسها المواطن أولاء وحقوق الانسان ثانيا باتخاذها سلسلة من الإجراءات الصارمة لمنع وفادة الفيروس ومن هذه الإجراءات ما يلي :-
١- كانت اكثر الدول عزماً وحزماً في احتواء المرض.
٢- تعاضد وتكاتف كل أجهزة الدولة ومؤسساتها في التعامل بحكمة لاحتواء الأزمة .
٣- اتخاذ كامل الاحتياطات والتدابير الاستباقية للتعامل مع الحالات الطارئة.
٤- عدم التهاون بصحة المواطن باعتباره حجر الزاوية والركن الأهم في معادلة الدولة.
٥- شملت رعايتها الصحية المجانية جميع المقيمين سواء كانت الإقامة نظامية أو مخالف .
٦- التعامل بحزم مع الأزمة ( جائحة كورونا ) ولو تطلب مزيداً من القرارات الصارمة والإجراءات الاحترازية .
٧- القيادة السعودية كانت سباقة عالمياً في اتخاذ إجراءات احترازية صارمة، قبل أن تبدأ كثير من دول العالم اتخاذ أي إجراءات وقائية، و من أهم هذه الإجراءات :-
• تعليق العمرة والصلوات في المساجد .
•وقف الرحلات الجوية الداخلية والدولية
• تعليق الحضور لمقرات العمل.
• تعليق الدراسة .
٨- التعامل مع الأزمة بمنتهى الشفافية والوضوح ليكون المواطن على علم واطلاع بآخر المستجدات .
٩- ضخ مبالغ ضخمة في الاقتصاد وتحمل 60/ من رواتب العاملين في القطاع الخاص .
١٠- دعم ميزانية الصحة بمبالغ ضخمة لتوفير ما يحتاجه المريض (مواطن ومقيم ) بالمجان .
١١- مع جسامة الأزمة على الدولة إلا أن القيادة لم تنسى مساعدة الشعب اليمني الشقيق والشعب الفلسطيني الشقيق .
السعودية في إدارة جائحة كورونا ( COVID-19) كان الجانب الإنساني موجود في كل قراراتها باعتبار حقوق الانسان منهج وتطبيق وليست شعارات يرددها الإعلام ، ولذلك هناك شئ محير عندما لا نسمع صوت لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وهذا وقته نحو الإشادة بالدول التي تحافظ على حقوق الانسان أوقات الكوارث والأزمات ولكن الظاهر ان الجانب السياسي والإتاوات والعطايا وبعض وسائل الاعلام هي من يحركهم .
أين مجلس حقوق الانسان من تعامل قواتنا المسلحة على الحد الجنوبي مع المتسللين عبر الحدود وتعامل الجيش التركي مع النازحين السوريا وإجبارهم على الهجرة الى أوروبا .
أين مجلس حقوق الانسان وهو يرى رجال امننا لا يفرقون في التعامل بين المواطن والمقيم ووسائل الاعلام تنقل لنا قسوة بعض الأجهزة الامنية على الشعوب والمقيمين اثنا منع التجول ويمكن ان ناخذ تركيا مثال .
أين مجلس حقوق الانسان والأطباء السعوديين يعملون بكفاءة عالية في معالجة المقيم مثل المواطن بل انهم اثبتوا جدارتهم في فرنسا وألمانيا وغيرها من الدول التي استعانت بالأطباء السعوديين المبتعثين .
في الختام هذه إجراءات السعودية في مواجهة جائحة كورونا (COVID-19) شهد بها العالم
شكراً لقيادتنا وهي تضع صحة المواطن والمقيم الأساس مهما كانت التضحيات والقرارات .
شكراً لمنهم على الحدود يسهرون على حدود بلدنا .
شكراً لرجال امننا البواسل الذين يطبقون إجراءات منع التجول بمهنية عالية شعارهم صحة المواطن والمقيم أولا .
شكراً لمنسوبي وزارة الصحة على جهودهم وإقبالهم على المرضى بروح إنسانية مهما كانت التكلفة حتى لو انتقلت العدوى لهم .
شكراً لمركز الملك سلمان للإغاثة وهو يقدم المساعدات والإغاثة لكل الدول التي في حاجة وأولها الجار المختطفة عاصمته من مليشيا صفوية لا يتمثل لها المواطن اليمني سوى زنبيل .
اللهم رحمة من عندك يارب ترفع ما نزل بالبشر من هذا المرض انك سبحانك القادر على ذلك ،،، والسلام.
بقلم د. فيصل بن معيض السميري ( الطموح)