أيام قليلة ونستقبل ضيفاً كريماً ، ننتظره بفارغ الصبر ، ولكن هذا العام زيارته قد تكون مختلفة نوعاً ما في ظل الظروف الراهنة المتزامنة مع انتشار فايروس كورونا الجديد .
يعد شهر رمضان من مواسم الخير والطاعات التي مَنَّ الله بها علينا ، لذا علينا الاستعداد المسبق لاستقبال هذا الشهر وذلك من خلال تربية النفس وتعويدها على الصبر واحتساب الأجر ، واستشعار حاجة الآخرين للغذاء والماء ومتطلبات الحياة الأساسية، ، نستقبل رمضان بحمدالله وشكره أن بلغنا إياه .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل رمضان استقبالاً خاصاً ، لم يكن استقباله كإستقبال سائر الشهور ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بدخوله ، رُوي عنه صلى الله عليه وسلم قوله :( ( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )
وكان من دعائه : اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية المجللة ودفاع الأسقام والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا ...)
ومما يدل على فضل هذا الشهر أن الصحابة كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ، فإذا انقضى يدعون الله أن يتقبله منهم .
وأما عن السلف الصالح فقد كانوا يستقبلونه بالدعاء والتضرع ، فهو شهر فضيل شهر القرأن :(شهر رمضان الذي أّنزل فيه القرآن ....) ، شهرفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، قال تعالى :( إنا أنزلناه في القدر ...) شهر التهجد والصبر.
لذا ينبغي على المسلم الاستعداد لاستقبال هذا الشهر استقبالاً يليق بعظمته وفضله على بقية الشهور ، علينا أن نعمر أوقاته بالطاعة ، ونعلم أن من اعتاد على تلاوة القران في الأيام العادية فإنه يجد حلاوة تلاوته في شهر رمضان ، ففيه مجاهدة للنفس على الطاعة.
نستقبل رمضان وقد حظرت علينا بعض المظاهر الاحترازية اليومية ، للحد من انتشار فايروس كورونا ، والتي يأتي في مقدمتها ومن أكثرها تأثيراً على النفوس وهو إغلاق المساجد وتوقف صلاة الجماعة والجمع والتراويح فيها ، ويأتي هذا الحظر حرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين والمصلين من تناقل العدوى،
لننظر الى هذه الاحترازات من المنظور العقلاني وليس من المنظور العاطفي ، كلنا نريد صلاة التراويح في المساجد خلف إمام واحد ، وكلنا نريد ان نعيش الأجواء الروحانية في هذا الشهر الفضيل ، ولكننا في الوقت ذاته نريد ان نقضي على هذا الفايروس بالتعاون مع حكومتنا ورجال الدولة ، هذا كله لا يعني توقف الحياة ولا توقف استشعار روحانية شهر رمضان ، أقيموا صلاتكم في بيوتكم ، تضرعوا لله بخشوعٍ وطمأنينة ، ادعوه بالسر والعلانية بأن يرفع عنا البلاء والوباء ،أدوا تراويحكم ، اقرأوا القرآن واختموه في منازلكم، اخرجوا صدقاتكم وآتوا زكاة أموالكم بنفس رضية ، متيقنة رحمة الله ، استشعروا حُرمةِ هذا الشهر.
لا تتذمروا أن حُرِمنا هذا العام من تراويح تقام في المساجد ومخيمات إفطار صائم،، وعمرة تُؤدى في رمضان تعادل حُجة مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
كما أُذكر نفسي وأخواتي ربات البيوت ألا يسرفن في شهر رمضان فهو شهر للتعبد وليس للإبداع في أصناف المأكولات والحلويات ، عليكن مراعاة ظروف من حولكن من أسر قد لا تجد حتى قوت يومها .
وفي ختام حديثي أقول لمن يقرأ : إن ساءت الظروف اليوم فلابد أن تتحسن غداً بإذن الله ، ليس علينا الا الدعاء والتضرع لمن أنزل هذا الوباء ، فهو على رفعه لقادر ، إن شاء الله .
بقلم /نهية بنت راشد
التعليقات 1
1 pings
زائر
04/19/2020 في 10:42 م[3] رابط التعليق
جزاگ الله گل خير وكتب الله اجرك