من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على عباده هي نعمة التواصل، لاستشعار تلك النعمة سأطرح المثال التالي: لو أن رجلا عربي سعودي الجنسية هبط في مطار بالصين عن طريق الخطأ، إنه بالطبع لن يستطيع الحديث مع المحيطين به بسبب حاجز اللغة، لكنه بالتأكيد يستطيع التواصل معهم من خلال لغة الإشارة ولغة الجسد.
هذا بالتحديد ما تعنيه كلمة تواصل: هو مشاركة الأفكار والمعلومات والمشاعر والاحتياجات، لذا عند وجود اضطراب تخاطب أو تواصل في الإنسان فلا بد من أن جوانب كثيرة في حياته سوف تتأثر سلبا.
تنقسم اضطرابات التواصل إلى اضطرابات نطق واضطرابات لغة وسوف أتناول في هذا المقال اضطرابات اللغة لدى الأطفال وكيفية تحفيز اللغة لدى الطفل في المنزل.
- ما هي اضطرابات اللغة و أسبابها؟
القصور في اللغة الاستقبالية وهي الفهم، حيث يكون لدى الطفل القدرة على فهم اللغة والاستجابة لاسمه، واللغة التعبيرية، حيث تتمثل في التحدث، نطق الطفل
الضعف السمعي.
المتلازمات.
اضطراب التوحد.
الإعاقة العقلية.
الحرمان البيئي.
- كيف أعرف أن طفلي مصاب بتأخر لغوي؟
هنا بعض الاعراض العامة لتأخر الأطفال اللغوي وقد تختلف من طفل لآخر.
- عدم الاستجابة لاسمه عند مناداته.
- عدم القدرة على فهم الأوامر وتنفيذها.
- عدم وضوح نطق الكلمات.
- عدم رغبة الطفل في الحديث أو الإجابة عن الأسئلة.
- محدودية الكلام لدى الطفل.
- ميل الطفل للعب مع من هم أقل منه عمريا.
- ظهور بعض علامات الإحباط لإحساسه بنقص كلامه عن أقرانه.
- كيف أحفز طفلي لغويا في المنزل؟
هناك مهارات يجب على الطفل اكتسابها قبل اكتسابه للغة وهي تتمثل في الآتي مع مثال مبسط لتحفيز كل مهارة:
- الانتباه والتركيز: تركيب المكعبات المتشابهة بالشكل أو اللون، لمدة معينة ثم الزيادة تدريجيا.
- التواصل البصري: الإمساك بلعبة أو غرض مفضل لدى الطفل وتقريبه إلى الأنف، سيحاول الطفل الإمساك به وأخذه وبذلك نستطيع تحفيز التواصل البصري بتقريب اللعبة إلى جسر الانف بين العينين والنظر مباشرة إلى عيني الطفل مع الاستمرار لثواني أو حسب قدرة الطفل.
- التقليد: تحفيز الطفل على تقليد أصوات أو حركات باليد أو بالجسم.
- الطلب: عدم تلبية طلبه الا بعد محاول الطلب لفظيا من قبل الطفل.
- اللعب: تخصيص وقت يومي للعب مع الطفل مع ذكر أسماء الألعاب والأفعال من خلال الحديث الموازي للعب.
- تبادل الأدوار: عندما تقوم باللعب مع طفلك وبناء برج من المكعبات فتبدأ انت فينتظر هو ليحين انتهاء دورك وبدء دوره، أو عندما تقوم بإصدار صوت ينتظر الطفل دوره حينما ينتهي يقوم هو بإصدار الصوت.
اتباع التعليمات الآتية في الحياة اليومية مع الطفل لتحفيزه لغويا:
- عدم ترك الطفل فترات طويلة مهملاً أمام التلفاز ويفضل تواجده مع الأهل.
- التحدث باستمرار مع الطفل بلغة سهلة وبسيطة وواضحة.
- يكون الكلام مع الطفل واضحاً إلى درجة الافتعال والبطء ليعطى الطفل فرصة لمراقبة فم المتكلم ومخارج الكلمات والحروف.
- يجب على الأهل تصحيح كلمات الطفل إذا قالها بصورة غير صحيحة فعلى الأم إعادة الكلمة ثانية بصورة صحيحة وواضحة كي لا يعتاد على النطق الخاطئ.
- عدم الاستجابة للطفل بتلبية طلباته إذا أشار لطلبه باليد حيث إنها طريقة سهلة ويستعملها الطفل باستمرار لكي يسهل على نفسه ولا يتحدث، يجب على الأم عدم الاستجابة والتظاهر بعدم الفهم كي يضطر الطفل أن يطب لفظيا.
- جعل الممارسات اليومية فرصة عظيمة لتدريب الطفل وذلك لتوسيع الإدراك واللغة مثل:
1. أثناء الاستحمام الصباحي تتحدث الأم مع طفلها عن أعضاء الجس وعن الأفعال: (أفتح الشامبو، أمسك الصابون، أسكر المويا).
2. أثناء الفطور يتم وصف أنواع الطعام الذي يتناوله الطفل مع الأفعال (أكل، أشرب) أو الصفات (حامض، حالي، مالح) مع السماح للطفل بإمساك الطعام وتسميته ثانية مع الأم.
3. أثناء ارتداء الطفل ملابسه للخراج تتحدث الأم لطفلها عن أسماء الملابس المختلفة وتسأله عن رغباته لاختيار الملابس التي يرغب بها مع إدخال فكرة عن الألوان.
حلا العنزي
اخصائية نطق وتخاطب بمستشفى عمليات الخفجي المشتركة