بين الإبتسامة والوجوم قد تجد نفسك بين السحاب والنجوم، وهذا يعتمد على ما لديك من تفاؤل واسع وخيال شاسع ورغبة في السبق.
قد نعبر عبر الزمن الى المستقبل ونستشف ما يخبئه لنا القدر، ليس بإدعاء علم الغيب فالغيب ما يعلمه الا الله، ولكن بملكة العقل الذي اختصنا به الله دون مخلوقاته التي تشاركنا كوكبنا الدنيوي.
ان كنت لم تفهم ما بين سطوري فلا ترهق نفسك بمحاولة فهمي، فما انا الا ما جاد به القلب والروح وبعض الجسد، قد أكون واضحا كل الوضوح وقد لا يفهمني أحد.
فقط اعتبرني معتوه او مهووس بالثرثرة، مع ان عالمنا أغلبه ثرثرة، فالمدرسة سبعة حصص من الثرثرة، ونحن كعرب تفوقنا على غيرنا بالثرثرة فأقوالنا تملأ الأرض بلا فعل يذكر، فالثرثرة تخصصنا.
او اعتبرني مجنون، مع إن الجنون قد لا يكون فقدان عقل، بل قد يكون رقي عقل لم تدركه عقول العقلاء، إرتقى بنفسه الى مرحلة الجنون حين لم يفهمه أحد.
الأحداث المرعبة بدأت بالظهور المكثف من حولنا وفي عالمنا العربي وكأننا نحن المقصودون بكل ما يحدث، بل نحن المقصودون فعلا.
الغريب ان أيدينا دائما ملوثة بصنع تلك الأحداث التي هدفها النيل منا، والغريب اكثر أننا ندرك ذلك ولا نحرك ساكنا، بل تبدع أناملنا في صنع تلك الأحداث بدقة عالية.
ترى متى تدرك عقولنا كدول مكامن الخطر ليس قبل حدوثه بل أثناء التخطيط له والوقوف في وجهه.
كل ذلك يحدث لنا لأننا كدول عربية لا نجيد التخطيط للأحداث التي تغير في العالم بما يتماشى مع مصالحنا، فأفعالنا مجرد ردود أفعال على ما يحدث لنا.
نحن بلا استراتيجية، هدفنا فقط البقاء بالتنازلات وتحمل الضربات قدر الإمكان، وهذا لن يدوم لنا ما لم تتغير خططنا من الدفاع عن النفس الى الهجوم، فالهجوم افضل وسيلة للدفاع عن النفس لأنها تجعلك من يصنع الهدف والحدث ويجعلك سابقا ومتقدما على خصمك.
لا اعني ان نعتدي على أحد، لكن يجب أن يكون لنا هدف واستراتيجية في هذا العالم وأن نصنع الأحداث التي تجعل العالم يسير حسب مصالحنا بدل أن نكون تابعين باستمرار لهذا العالم، فالتبعية لا تجعلك في موقع يسمح لك بإستشفاف واكتشاف المستقبل، وهذا يجعلك مكتوف الأيدي فأنت تعيش في عالم يخطط لك كما يريد هو لا كما تريد انت.
في النهاية لا تهتم كثيرا بما اقول، فقد يكون مجرد ثرثرة، او فقدان عقل في لحظة غفلة.
بقلم / سعود العتيبي
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ماجد عبد الله عطالله
08/07/2020 في 5:56 م[3] رابط التعليق
انت فعلا مجنون
لانك تفكر بعقل مهووس بالكتابه المميزه
ام كيان
08/07/2020 في 6:08 م[3] رابط التعليق
مااجمل تلك الكلمات التي خطها قلمك
رائع كما عودتنا دائما
اتمنى لك إبداع يصل إلى النجوم
زائر
08/07/2020 في 7:47 م[3] رابط التعليق
بل والله يجب أن نكترث بما قلته ،فما قلته هو عين
الحقيقة ، التخطيط أساس النجاح في أي مشروع ،
فكيف بتخطيط لإنقاذ أمة ، نسأل الله السلامة .
زائر
08/07/2020 في 7:51 م[3] رابط التعليق
سلمت يبو طلال ولا هنت على الطرح الجميل
البترول
08/13/2020 في 2:52 م[3] رابط التعليق
هشت لك الدنيا فمالك واجما وتبسمت فلم لا تتبسم !.. اضحك تضحك لك الدنيا .. ابكي تبكي وحدك
زائر
08/14/2020 في 12:04 م[3] رابط التعليق
اصبحت حصص المدرسة ثرثرة غريب امرك