لا أدعي المثالية ولا الكمال، ولست بأفضل منكم طبعا وحال، فأنا عبد خطاء، لكن أملي كبير في رب كبير يغفر الذنوب ولا يبالي.
لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أستغفرك ربي وأتوب اليك، لك الحمد ربي والشكر والثناء، ثناء يليق بجلالك ويبث ما في نفسي لك من شكر وثناء.
إذا حيدنا الأسباب الأقتصادية مع أنها قد لا تكون أسباب مباشرة، فلدي قناعة أن أغلب أسباب ما يعاني منه البشر من قلق وأرق وضيق النفوس هو البعد عن خالقنا وعدم ثقتنا به ثقة مطلقة، فكلما إقتربت من ربك ستشعر بالأمان والطمأنينة وراحة البال، فالله ليس مرعبا كما يصوره لنا البعض، بل هو رحيم كريم لطيف بعبادة، يحب العفو ويفرح بتوبة عبده ورجوعه اليه.
تصور هذا الإله العظيم الجبار القوي الذي هو في غنى عنا، يتواضع ويتحدث الينا بلغتنا وفهمنا البسيط وضعف عقولنا ويتعامل معنا بتواضع ولطف، أي رحمة يحملها لنا هذا الإله العظيم، ما أكرمك يا الله، خلقتنا ورزقتنا وهيأت لنا أسباب الرزق، ووعدتنا بالجنة والخير الكثير، ومع ذلك نعصيك في كل يوم وتستمر في رزقنا وتفرح بتوبتنا.
عزيزي القاريء، أُريدك أن تخوض هذه التجربة بنفسك عن قصد وتعيد حساباتك مع نفسك، صل فجرك ثم إقرأ وردك، ثم اخرج لحديقة منزلك ومتع أُذنيك بصوت زقزقة العصافير تستبشر بيومها الجديد فيبدو أن العصافير تدرك أكثر منا معنى بزوغ يوم جديد، وعينيك بفراشات المكان وهي تتناثر من حولك وتضيف مزيدا من الألوان الى الوان زهور حديقتك.
كل ذلك وأنت في إنتظار فنجان قهوتك الصباحية تحمله إليك من شاركتك كل حياتك بحلوها ومرها وهي تبتسم لك وتقول صباح الخير يا زوجي العزيز.
إمزج ذلك كله بما أنت فيه من نعمة في الحال وصحة في الجسد لتدرك فضل الله عليك، سينقلب المكان والزمان الى حالة من الرومانسية الصادقة التي تحمل في طياتها الكثير من العطاء المتبادل بين قلبين تحملا معا مشاق الحياة.
بلا شك هذه اللحظات البسيطة ستعود بكما إلى أيام شبابكما والذكريات الجميلة حيث كنتما تتعانقان بكل حب عناق الأغصان فرحين بحبكما حيث كان يعني لكما الشيء الكثير، وستمدكما بطاقة جديدة من النشاط والحب تجعلكما تنطلقان من جديد كما لو كان أول مرة، وستزيد الإلفة بينكما وتجعل الحياة تبدو جميلة وإن كانت قاسية.
نحن مخلوق ضعيف، يحتوي كتلة من المشاعر والأحاسيس، تتقاذفنا مشاكل الدنيا بين حزن وفرح، نتمسك بالأماني ويحدونا كبير الأمل في غد أجمل، ذلك الغد يعتمد على ما قسمه الله لنا مسبقا فهو مقدر ومكتوب، نحن فقط نجد ونجتهد وهذا هو المطلوب فلا أحد يستحق ما لم يعمل من أجله.
لكن يجب أن لا نعتقد أننا حققنا ذلك الغد الجميل بجهدنا فكله بأمر الله، وهنا يبرز الفرق بين من إتكل على ربه وعمل لذلك الغد مع يقينه وثقته بأن الله لن يخذله، وأكمل ذلك بالشكر والثناء لصاحب العطاء رب العالمين، وبين من إعتد بنفسه واعتقد أن الفضل في تحقيق ذلك يعود له ولقدراته وأخذته العزة بالإثم.
سعود الروقي
التعليقات 3
3 pings
عبدالله العتيبي
04/25/2022 في 7:25 م[3] رابط التعليق
أحسنت يابو طلال ،
وربي يغفر للجميع ويصلح نفوسنا .
زائر
04/25/2022 في 9:02 م[3] رابط التعليق
لا اله الا الله محمد رسول الله ، جزاك الله خير
نفر من الناس
05/04/2022 في 11:02 م[3] رابط التعليق
انت لست عبد !.. انت رجل حر ابي .. لا تباع ولا تشترى !..