عبر الكلمة وإبداع الخيال وفي تجاهل متعمد للعقل والواقع والمنطق، سأحاول التسلل الى فضاء الأمنيات واطلق العنان لنفسي مستغلا رغبتها الجامحة في بحثها الأبدي عن الحرية، وصولا الى حرية الروح قبل حرية الجسد، فقد أجد نفسي بين عقلي وقلبي وهوى نفسي، فمساحة فضاء الأمنيات غير محدودة.
نتحدث جميعنا عن الحرية، ويختلف مفهومها من شخص الى آخر وكل يحاول أن يفهمها حسب ما تهوى نفسه، فهل نحن أحرار فعلا كبشر.
هناك من يرى الحرية في التحرر الكامل لدرجة السقوط في الفساد والتخلي عن القيم، وهناك من يرفضها تماما لنفس الأسباب فهو أصلا يجهل معنى الحرية، وفي كلا الحالتين يصبح مفهوم الحرية ناقصا، فالحرية أكبر من أن تحصر في مزاج شخص.
كثيرا ما أستخدم الخيال في بحثي عن ماهية الأشياء التي تحتاج وصفا دقيقا، لأن الخيال يعطيني مساحة مفتوحة للتفكير دون حدود أو قيود.
فلو نظرنا الى الحرية عبر الخيال لوجدناها أوسع من مفهومنا لها، فهناك حرية الروح الجسد والرأي والمعتقد، مما يطول شرحه.
لكني أردت أن أتحدث عن جانب مهم من الحرية تجاهله الكثير من الناس بين جاهل فيه وجاهل في كيفية الوصول اليه، ألا وهو حرية الروح.
إن حرية الروح قبل حرية الجسد هي أسمى مكانة في الحرية، وللأسف لا أحد يستطيع الوصول اليها مهما كان متحررا حتى في المجتمعات المتحررة، فحرية الفرد تقف دائما عند حدود حرية الآخرين، ناهيك عن قيود الدين والعادات والتقاليد.
بلا شك بدأت تفكر في كلامي، وتتخيل نفسك وقد أصبحت حرا روحا وجسدا وفكرا حيث لا قيود ولاحدود من أي نوع.
لست وحدك، أنا أيضا أصبحت أسبح في فضاء الحرية كالطير بجناحين عبر فضاء الخيال، حيث لا قيود لا حواجز أتنقل كيفما أشاء بين الأرض والسماء وأفعل ما أشاء.
إتسع صدري وامتلأت رئتي بالأكسجين النقي، روحي السعيدة تتنقل بين أغصان وزهور سعادتي وهوى نفسي دون مبالاة أو خوف من شيء، أنا حر أنا حر.
الآن فقط فهمت لما يغرد العصفور وهو يتنقل بين الأغصان من شجرة الى أخرى من مكان الى مكان، إنها نشوة حرية روحه وجسده وهوى نفسه التي تحققت له، والتي من المستحيل أن تتحقق لبشر أو أن يصل الى نشوتها، لذلك جعلناها في نطاق الخيال كي لا تتعب نفسك في البحث عنها.
أنظر كيف أثرت فينا تأثيرا موجبا هذه المشاعر من الحرية والتي حصلنا عليها من مجرد التلاعب بالكلمات، مع علمنا أنها مشاعر مزيفة، فكيف لو كانت مشاعر حقيقية نابعة من تجربة حقيقية لحرية الروح والجسد والهوى.
سعود الروقي
التعليقات 3
3 pings
غرم
05/23/2022 في 9:25 ص[3] رابط التعليق
دائما مبدع اباطلال .
مع كل اطلاله جديده تتحفنا بموضوع شيق .
زائر
09/08/2022 في 6:02 م[3] رابط التعليق
يعطيك العافيه يا الكاتب المبدع
زائر
09/08/2022 في 6:01 م[3] رابط التعليق
يعطيك العافيه انت كاتب رائع