الكثير منا قد ينتظر شيئا ما، أو مرحلة ما، أو ربما شخصاً ما، كي تبدأ حياته.
إلا أن الأسباب التي عادة ما نسوقها تكون في الأغلب وهمية حالة تصويرية دماغية، و هو تخيل أشياء غير حقيقية بدقة وبمبالغة، وهذا الخيال يجعل الشخص يشعر أن حياته الفعلية لم تبدأ بعد!
فالشخص الذي يعاني منها لا يستطيع ان يشعر بالاستمتاع ابداً، لانه مشغول في انتظار شيء ما (وهمي) سيحدث وستبدا حينها حياته!
وقد يكون سبب هذا هو التعرض للضغوطات المستمرة في الحياة ولكن هذه الضغوطات ماهي إلا رسائل خفية لنتغير مع كل ضغط نتجاوزه، وهذا هو الذي يصنع شخصياتنا ويصقلها، ولكن لتحقيق هذا يجب علينا مواجهة الضغوط بكل هدوء وثقة ؛ حتى تتبدد لأن اكتنازها في العقول يؤدي بنا إلى حالة التوهم والانفصال عن الواقع.
وقد يصل البعض إلى مرحلة تتوقف فيها الحياة برمتها بعد مرورهم بالصدمات وليس ذلك فحسب؛ بل يربطون أواصر الحياة بأمور ينتظرونها ويتوهمون أنها ستحصل، وما لم تحصل فإن الحياة لم تبدأ لديهم.
وربما من بين الأسباب التي تجعلنا في انتظار "شيء ما" لبدء الحياة هي:
•في انتظار "المرحلة التالية"
نحن نتطور باستمرار، وننتقل في حياتنا من مرحلة إلى أخرى. ولكن أحيانا ما يصبح انتظار المرحلة القادمة حتى "نعيش الحياة كما ينبغي" هو أكبر إهدار للوقت وللحياة ذاتها.
•الحاجة لأن يكون كل شيء مثالي..
كثيرا ما نبحث عن الظروف المثالية لحياتنا، وغالباً لا تتوفر تلك "الظروف المثالية"
الحياة لن تكون في يوم من الأيام مثالية، وبالتالي فإن تأخير الأهداف والعمل على تحقيقها، يعني أنك ببساطة تؤجل حياتك، إلى أجل غير مسمى.
•التردد:
أحد الأسباب التي قد تؤجل الحياة هي عدم القدرة على اتخاذ القرارات. فإذا كان لديك الكثير من الأهداف والتطلعات، لكنك لا تستطيع تحديد أولويات التنفيذ، يمكنك أن تتعثر في دورة تردد لا نهاية لها، حتى يمر وقت التنفيذ، دون أن تحقق أيا من الأشياء التي حددتها للقيام بها.ومن المرهق جدا أن تكون حياتنا متوقفة في انتظار شيء ما ليحدث.
كيف تتغلب على كل هذا؟
•تحمل المسؤولية.
•قتل التردد.
•تفكيك الأهداف الصعبة إلى أعمال صغيرة قابلة للإنجاز.
•تخصيص وقت لنفسك
على الرغم من أن الوفاء بالتزامات المحيطين، خاصة العائلة والأبناء ومحيط العمل، هو أمر ضروري، وجزء من تحمل المسؤولية، إلا أن تجاهل النفس وما تتطلبه من رغبات قد يجعلك دائما في انتظار تلك اللحظة التي " تتخلص فيها من مسؤولياتك، وتلتفت لنفسك". عليك أن تخصص وقتا لنفسك يومياً، تفعل فيه ما تريد، وليكن ساعة واحدة في اليوم. فكّر ما يكون هذا الشيء الذي تريد ممارسته، ومارسه الآن.
من السهل أن تظل في المنطقة المريحة، حيث لا حركة، مجرد انتظار، وانتظار فقط..
فالخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب دائما.
لذا يجب عليك أن تقوم بها..
و عدم التوقف عن التطور والتعلم والبحث والنظر للحياة بواقعية أكثر ولا ننسى أننا نستطيع. ولا تنسى أن تحيا وأنت على قيد الحياة.
بقلم :فاطمة محمد الفضل